ميدل إيست آي : يكشف محادثات سرية بين مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم الدبيبة ومسؤولين إسرائيليين لتوطين فلسطينيي غزة

ذكر موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقريرنشرة مؤخرا أن مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم الدبيبة قام بمحادثات سرية مع مسؤولين من دولة الأحتلال الإسرائيلي تناولت هذة المباحثات خطة لإعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في ليبيا جاءت هذة المباحثات في إطار تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وتل أبيب وطرابلس.وقال التقر أن هذه الاتصالات تجري وسط حالة رفض فلسطيني قاطع ومحاذير عربية وأوروبية من أن تشعل مثل هذه الخطط غضباً واسعاً داخل ليبيا
الأفراج عن 30 ملياردولارمن الأموال الليبية المجمدة في البنوك الغربية مقابل قبول ليبيا استيعابالفلسطنيين
وبحسب ما أورده الموقع فقد عرضت الولايات المتحدة على إبراهيم الدبيبة دعماً اقتصادياً مباشراً يتضمن الإفراج عن ثلاثين مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة في البنوك الغربية مقابل قبول ليبيا استيعاب أعداد من النازحين الفلسطينيين من غزة. ويضيف التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث الأسبوع الماضي علناً عن اتصالات مكثفة بين مسؤولين إسرائيليين والعديد من الدول لبحث إمكانية استقبال المدنيين الفارين من الأراضي التي تمزقها الحرب في غزة
الأموال اليبية ورقة ضغط أمريكية على طرابلس
كما أوضح ميدل إيست آي أن إبراهيم الدبيبة التقى في فترات سابقة بمسؤولين أمريكيين لبحث ملف الأصول الليبية المجمدة وأن هذا الملف كان دائماً ورقة ضغط أمريكية على طرابلس في ظل الانقسام السياسي والصراع بين المؤسسات. ويكشف الموقع أن وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر وصف ليبيا بأنها الوجهة المثالية للفلسطينيين قائلاً إنهم سيغادرون غزة بسعادة إذا تم توفير دعم دولي يضمن لهم ظروف حياة مناسبة
لكن وعلى الرغم من هذه التصريحات فإن المحادثات بحسب التقرير لم تصل بعد إلى تحديد الآليات العملية أو الخطط التنفيذية إذ لا تزال النقاشات في مراحلها الأولى فيما يتعمد الجانب الليبي بقيادة الدبيبة استبعاد مجلس الدولة في طرابلس من أي دور في هذه المفاوضات ما يعكس طبيعة السرية التي تحيط بها
تحذير من انفجار الشارع الليبي
ويشير التقرير إلى أن مسؤولين عرباً وأوروبيين حذروا من أن التورط الليبي في خطة لإعادة توطين الفلسطينيين قد يؤدي إلى انفجار الشارع الليبي وإثارة موجة غضب عارمة خصوصاً أن الذاكرة الشعبية في ليبيا ما زالت تحتفظ برفض أي شكل من أشكال التوطين الأجنبي فوق أراضيها. ونقل الموقع عن مسؤول عربي مطلع على تفاصيل المحادثات قوله إن مجرد التفكير في التواطؤ في خطة تهجير الفلسطينيين سيكون بمثابة صدمة للشعب الليبي الذي يعاني أصلاً من انقسامات داخلية وأوضاع اقتصادية وأمنية هشة
البحث عن شرعية أمريكية
المحللون الليبيون الذين تحدث إليهم ميدل إيست آي يرون أن إبراهيم الدبيبة يسعى عبر هذه التفاهمات إلى انتزاع شرعية أمريكية ودعم دولي يتيح له البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة في مواجهة خصومه الداخليين. ويرون أن ربط ملف الأموال المجمدة بملف توطين الفلسطينيين يعكس استخداماً مكشوفاً لاحتياجات ليبيا الاقتصادية في مقابل تحقيق أجندات إسرائيلية وأمريكية في المنطقة
ويضيف التقرير أن الخطة تأتي في سياق أوسع ضمن محاولات إسرائيل البحث عن مخارج لأزمة غزة بعد أشهر من الحرب والدمار حيث تسعى حكومة نتنياهو إلى توزيع أعباء النزوح على دول أخرى بينما يرفض الفلسطينيون أي حديث عن توطين خارج أرضهم ويصرون على حقهم في العودة والبقاء. هذا الرفض يتلاقى مع موقف عربي عام يرفض مشاريع التهجير القسري باعتبارها تهديداً مباشراً للقضية الفلسطينية
فقدان الدبيبة ما تبقى له من تأييد داخلي
المشهد الليبي الداخلي يزيد من تعقيد الموقف إذ يعيش البلد انقساماً مؤسسياً بين حكومة طرابلس والبرلمان في الشرق وتزايد الضغوط الشعبية الرافضة لأي خطوة يمكن أن تمس بالسيادة الوطنية. ويرى مراقبون أن أي انكشاف علني لهذه المحادثات سيؤدي إلى فقدان الدبيبة ما تبقى له من تأييد داخلي وربما يدفع إلى احتجاجات واسعة يصعب السيطرة عليها
وبذلك يقدم تقرير ميدل إيست آي صورة عن تداخل الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية في ليبيا مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويبرز كيف تتحول الأموال الليبية المجمدة إلى ورقة مساومة كبرى في صفقات إقليمية خطيرة قد تغير موازين القوى داخل ليبيا وفي المنطقة. وفي الوقت الذي تتواصل فيه النقاشات بعيداً عن الأضواء يبقى الشارع الليبي والفلسطيني على حد سواء متمسكاً برفض أي مشروع للتوطين القسري الذي يعتبرونه تهديداً لحقوقهم ومستقبلهم