الصباح اليوم
الأحد 24 أغسطس 2025 09:19 صـ 29 صفر 1447 هـ
بوابة الصباح اليوم رئيس التحريرصلاح توفيق
الكشف بـ10 جنيه بس!.. الكوميديا السوداء في المستشفيات المصرية سما المصري تتحول إلى سمسارة عقارات في الساحل الشمالي براتب 50 ألف جنيه شهريًا برشلونة يقلب الطاولة على ليفانتي بثلاثية مثيرة ويتصدر الدوري الإسباني تعرف علي مباريات اليوم الأحد 24 أغسطس 2025.. قمم أوروبية وعربية والقنوات الناقلة منتخب السودان يطيح بالجزائر ويتأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للمحليين - فيديو أرسنال يسحق ليدز بخماسية نظيفة ويواصل انطلاقته المثالية في الدوري الإنجليزي السر وراء خصم الصائغ عند شراء الذهب المستعمل.. حقيقة الضريبة المخفية أم مجرد تحوط؟ هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منبرًا للمرضى النفسيين بعد واقعة كفر الشيخ؟ رونالدو يتحدث مع ”الأشباح” بعد خسارة النصر كأس السوبر السعودي أمام الأهلي..فيديو حازم الجندي: إعلان المجاعة في غزة إنذار خطير يكشف ازدواجية المعايير الدولية وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتفقدان أعمال إحلال وتجديد كوبري روميل بالمحافظة وزارة البيئة: احتواء بقعة زيتية خفيفة في نهر النيل بالأقصر دون تأثير على محطات مياه الشرب

المنوعات

الكشف بـ10 جنيه بس!.. الكوميديا السوداء في المستشفيات المصرية

كلام من الخيال
كلام من الخيال

بداية وقبل كل شيء نؤكد ان المنطق والطبيعي والمغقول يجب ان يكون اساس تصريحات المسئولين وان لايكون كلام المسئولين في وادي والناس في وادي اخر فبينما تتباهى بعض المنشورات والإعلانات بأن العلاج في مصر متاح بـ10 جنيهات فقط، يعيش ملايين المرضى في المحافظات، خاصة في الصعيد، واقعًا مختلفًا تمامًا لا يعرف من هذه الدعاية سوى "الضحك الكالبكاء" وتتحول مثل هذه الاحاديث الي اضحكوكة بين الناس كما ان مثل هذه التصريحات والكلام غير المنطقي بفقد الناس المصداقية بسبب فجاجتها.

عشرة جنيه = ثمن مواصلة مش كشف

يقول الوزير إن مصر تقدم علاجًا شاملاً بعشرة جنيهات، لكن الحقيقة أن هذا المبلغ لا يكفي أجرة التوك توك من القرية لأقرب مستشفى حكومي. وحتى إذا وصلت، تبدأ رحلة "المهانة الطبية": انتظار بالساعات أمام شباك التذاكر، ثم دخول على طبيب يكتب روشتة في أقل من نصف دقيقة، وكأن المريض مجرد ورقة في طابور لا ينتهي.

مستشفيات الصعيد.. رحلة عذاب يومية

في قنا وسوهاج وأسيوط، رحلة المريض أشبه بالحج. البعض يحضر قبل الفجر ليضمن مكانًا في الطابور، ومع ذلك يخرج خالي الوفاض لأن الأشعة أو التحاليل "خارج الخدمة". يضطر المريض للذهاب إلى مركز خاص ودفع مئات الجنيهات. أما الأدوية المجانية الموعودة فهي غالبًا غير متوفرة، أو مجرد مسكنات تخرج من مخازن المستشفى كأنها بقايا مهملة.

العراقية التي شكرت.. والمصري الذي يتحسر

في الفيديو المتداول تظهر سيدة عراقية تشكر مصر على الخدمة الصحية بـ10 جنيهات. لكن المصري الذي يعيش المعاناة يوميًا، خاصة في القرى، لا يجد في هذه الكلمات إلا سخرية مريرة. كيف يشكرون على خدمة غير موجودة؟ وكيف يُسوَّق للوهم في وقت يقف فيه آلاف المرضى على قوائم انتظار للعمليات أو يبحثون عن حضّانة لطفل بلا جدوى؟ وتطلق ايدي المستشفيات الخاصة بممارسة الطب باسعار تفوق قدرات معطم الشعب المصري -- يعرف المواطن المصري الازمة وتحملها بكل قوة خلف وطنة ومثل هذه التصريحات تقلل العزيمة لدي المواطن وتقول له بكل قوة -نعم نضحك عليك وعليك ان تصدقنا نحن نحتاج الي مواجهة اكثر لمشاكلنا بقوة عزيمتنا وصبرنا والبحث افضل الحلول لا عمليات تلميع باهتة نسير السخرية والشفقة احيانا علي اصحابها

كوميديا سوداء لا تضحك أحد

الواقع يقول إن العلاج في مصر ليس "بعشرة جنيه"، بل هو فاتورة باهظة يدفعها المريض من أعصابه وكرامته قبل ماله. نعم، لدينا أطباء أكفاء يعانون هم أنفسهم من ضعف الإمكانيات وضغط العمل، لكن النظام الصحي المتهالك يحول الخدمة الطبية إلى معاناة جماعية.

العلاج عندنا بعمرك كله!

بدلًا من تصدير صورة وردية للعالم عن "الكشف الشامل بعشرة جنيه"، الأجدر الاعتراف بالمشكلة والسعي لإصلاحها. وإلا سيبقى المصري البسيط، خاصة في الصعيد، يردد ساخرًا:
"العلاج عندنا مش بعشرة جنيه.. العلاج عندنا بعمرك كله!"