”كارثة إنسانية في غزة”.. تدمير 86% من الأراضي الزراعية ومجاعة تطال الأطفال

في تحذير جديد يعكس حجم الكارثة الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة أن قطاع غزة يشهد تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الغذائية والصحية، حيث يواجه أكثر من مليوني إنسان خطر المجاعة الشديدة.
وكشف تقرير مشترك صادر عن "الفاو" ومركز الأمم المتحدة للصور الفضائية أن 8.6% فقط من الأراضي الزراعية لا تزال صالحة للإنتاج، فيما لا تتجاوز نسبة الأراضي غير المتضررة سوى 1.5% حتى نهاية يوليو، وسط استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات.
”كارثة إنسانية في غزة”.. تدمير 86% من الأراضي الزراعية ومجاعة تطال الأطفال
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 86% من الأراضي الزراعية قد تضررت، في حين تُعد 12.4% غير متضررة لكنها تقع خارج نطاق الوصول بسبب العمليات العسكرية المستمرة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين في القطاع.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن خمس وفيات جديدة مرتبطة بسوء التغذية سُجلت خلال الـ24 ساعة الماضية؛ ليرتفع إجمالي الوفيات المرتبطة بالمجاعة إلى قرابة 200 حالة، نصفهم من الأطفال.
من جانبه، أفاد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) بأن المستشفيات تعاني من الاكتظاظ ونقص الأسرة والإمدادات الطبية؛ ما يضطر المرضى للاستلقاء على الأرض وفي الشوارع، في وقت مُنعت فيه فرق الطوارئ الطبية مجددًا من دخول القطاع.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 من الكوادر الطبية المتخصصة، من بينهم جراحون، لم يُسمح لهم بالدخول إلى غزة منذ مارس الماضي، ما يهدد الخدمات الصحية المنقذة للحياة.
وفي السياق، أشار التقرير إلى أن النقص الحاد في الوقود يهدد حياة أكثر من 100 طفل خديج، رغم إدخال 300 ألف لتر فقط من معبر كرم أبو سالم خلال اليومين الماضيين، وهي كمية لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وفي ظل أوامر إخلاء جديدة صادرة عن الجيش الإسرائيلي شملت خمسة أحياء في محافظتي غزة وخان يونس، تستمر معاناة آلاف العائلات في ظل عدم السماح بدخول مواد الإيواء منذ مارس الماضي، وارتفاع أسعار السلع القليلة المتاحة في السوق المحلية، بشكل جنوني.
وسُجلت أسعار قياسية للمواد الغذائية، حيث بلغ سعر كيس صغير من السكر نحو 170 دولارًا، بينما اختفى البيض والدواجن واللحوم من الأسواق؛ ما أجبر السكان على الاعتماد على البقوليات والخبز فقط.
وفي إفادته اليومية من نيويورك، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق على أن "الوضع المتدهور في السوق يؤكد الحاجة العاجلة إلى إدخال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية بشكل واسع ومستمر لتجنب المزيد من الكوارث".