مهرجانات الرياض
نرمين نبيل تكتب :مصر لا تحتاج إلى دعوة من أحد... نحن أصحاب المسرح لا ضيوفه

مصر رائدة المسرح قبل أن تُولد "صناعة الترفيه"
لم تكن مصر يوما ضيفا على طاولة الفن العربي بل كانت ولا تزال صاحبة الدعوة والمضيف وصانعة المائدة نفسها. ومن هنا فان عدم مشاركة مصر في مهرجانات الرياض وان اثار بعض الجدل لا يجب ان يفهم على انه تقليل من شأننا بل فرصة لنتذكر نحن والعالم من نكون وما نملكه من تاريخ وثقل ثقافي وفني لا يقارن.
مصر صاحبة الريادة لا التبعية
في الوقت الذي تسعى فيه بعض الدول الشقيقة الى بناء صناعة ترفيهية من الصفر كانت مصر قد سبقتها بقرن من الزمن نحن بلد المسرح القومي والكوميدي والطليعة والهناجر واجيال من النجوم الذين تتلمذ على ايديهم فنانو الوطن العربي كله
.
مصر لا تحتاج الى موسم تدعى فيه ولا الى خشبة مهرجان تمنح لها فخشبتها باقية منذ يوسف وهبي وسيرته ووصولا الى فرق الشباب التي تملأ الان مسارح الدولة بابداع لا ينضب رغم كل المعوقات.
المشاركة ليست شهادة تقدير
البعض يتعامل مع عدم دعوة مصر الى مهرجانات ترفيهية في الخارج وكأنها خيبة او تراجع في المكانة والحقيقة ان العكس تماما هو الصحيح. نحن لسنا بحاجة الى المشاركة في مهرجانات تجارية لا تحمل من الفن الا اسمه، ولا من المسرح الا ديكورا مستوردا.
قيمة مصر لا تقاس ببطاقة دعوة ولا بليلة عرض على مسرح مؤقت بل بتاريخ من العروض التي خرجت من ابواب المسارح القومية الى العالمية وبفن رسخ معنى المسرح في العقل العربي لعقود طويلة.
الثقافة لا تُشترى... والبريق لا يصنع مسرحًا
ربما نجحت بعض المهرجانات الاقليمية في جذب نجوم كبار وربما استطاعت بضخ الاموال ان تخلق هالة مؤقتة من البريق لكن المشهد الثقافي الحقيقي لا يشترى ولا يستورد. الثقافة تصنع من داخل المجتمع.من عمق الشارع من الموهبة التي تصعد بالتراكم لا بالتمويل ومن المسرح الذي يبني وعيا لا يبيع تذاكر فقط
الرسالة الاهم: لسنا في حاجة اليك ....المسرح بدأ هنا
ليست مصر من تسعى خلف الاضواء بل هي التي انارت المسرح العربي لعقود ولسنا في حاجة لمنصات موسمية لتثبت وجودها و ان غابت عن مهرجان فهى حاضره في ذاكرة الفن وان لم تدع للمهرجان فالمدرجات التي خرج منها عمالقة المسرح كافية لتؤكد ان المسرح بدأ هنا في القاهرة