سعيد محمد أحمد : سور يستان .. بين مطرقة بنى ”أمية ” و سندان ”ابن تيمية ”

"الدولة الدينية" .. تسير بقدر هائل من الجهل والعناد دون فهم على قدم وساق وبسرعة الريح لتعصف بكل قوة من يقف أمامها فى سوريا.
دعاه جدد لا دين لهم، وغير معلوم دين أبوهم إيه .. ولا علاقة لهم بالاسلام السمح منهجهم القتل والذبح والسبي واستباحة الحرمات واستحلال الممتلكات وحرقها وتعفيشها بمنطق الغنائم..فى هجمة "مغولية تتارية" ،تطيح بالأخضر واليابس لتصيب المجتمع السورى بالخرس خوفا ورعبا وقهرا من انغماسيين ،فى مدة زمنية قصيرة من حكم عصابة الجولاني ، فاق ما عاشه السوريون على مدى ٥٨ عاما فى حكم بيت الاسد.
جاؤا .. بشرائع وأحكام فقهية احيوا فيها رائحة الموت والضلال وتفوقوا فيها على الوهابية بفكرها الظلامى مستعينة بفقه "ابن تيمية"، ليبدو المشهد الراهن فى سوريا "سور يستان" وكأنها فى العصور الوسطى بل تجاوزا ما فعله طالبان فى افغانستان لتصبح سوريا على طريق الافغنة والقتل على الهوية.
منهج جماعة الجولاني الاقصاء مبدأ والتنوع خيانة
جماعة الجولاني مفوضون من الله والثورة والامويين،ومنهجهم الاقصاء مبدأ والتنوع خيانة، والكراهية ايمان، والسلاح طهارة والمعارضة رجس مع رفض قبول الاخر وكراهية فكرة الوطن للجميع .
ما يجرى فى "سوريستان" ، توزيع كتب ابن تيمية وفتاويه مجانيًا، وانتشارها فى الاوساط الجامعية وتحفيز طلابها لاعداد الدراسات العليا فى فكر وفتاوى ابن تيمية فى الماجستير والتحضير للدكتوراه فى جامعة "ادلب " التى يراها الشرع الجديد النموزج الامثل فى الحكم "يطبقة حاليا فى دمشق" ، تمهيدا لخلق أجيال جهادية شديدة التطرف والخطورة، لتصبح قنابل بشرية لضرب المجتمعات العربية فى أمنها واستقرارها وتفتيتها ، من بلد انهكته الحرب وأنهكها الظلم والاستعباد .
خطر المذهب السلفي الجهادي ليس خطرا على سوريا فقط بل على المنطقة بأكملها
المؤكد ان توزيع الكتب من قبل المؤيدين للمذهب السلفي الجهادي ليس خطرا على سوريا فقط بل على المنطقة بأكملها ، لما تحمل بداخلها كم هائل من الفتاوى لا علاقة لها بالدين الاسلامي الوسطى السمح،بل فى فرض الفكر الوهابي الجديد عبر " الايجورى والتركمانستانى والالباني والشيشاني" كعصابة من الجهلة بتدخلهم الفج فى عبادات وعقائد الطوائف والمذاهب والاقليات وتكفيرهم
العصر الجاهلي والدعوة للدخول في الأسلام.
يؤكد ذلك ما يتم تداوله عبر " الشبكة العنكبوتية" من داخل احياء دمشقية تتميز بكثافة تواجد للمسيحيين، بتواجد ومرور سيارات الدعوة التابعة للجهاديين وكأنهم فى العصر الجاهلي وبداية دعوتهم للدخول فى الاسلام استنادا لفكر ابن تيمية الذى كفر ابن رشد لكونه دعا إلى اعمال العقل فى النص الدينى، ومحطمًا بذلك عكس رؤية ابن تيمية من قبل مؤيدى ومناصري ابو محمد الجولاني من الجهاديين السلفيين المتطرفين انصار جبهة النصره وتنظيم القاعدة وتحرير الشام .
وبرغم ذلك فإن سوريا مازالت تذخر وعلى مدى تاريخها الحضارى الطويل والمتعدد الثقافات والعرقيات بكوكبة من العلماء وكبار رجال الدين والشيوخ بفهمهم لصحيح الدين والادباء والمفكرون والمثقفون فى مختلف الفنون وقدرتهم على تجاوز تلك الغمة السوداء من تاريخها والتى لن تطول .