القبض علي مشجع كرة قدم إسباني يعتدي على حكم خلال بطولة كأس النرويج

ألقت السلطات النرويجية القبض على شاب إسباني يبلغ من العمر عشرين عاما بعد اعتدائه العنيف على حكم خمسيني خلال إحدى مباريات بطولة كأس النرويج المفتوحة لكرة القدم للشباب. هذه البطولة السنوية التي تستضيفها العاصمة النرويجية أوسلو وتعد واحدة من أكبر المسابقات العالمية المخصصة للأطفال والناشئين شهدت هذه الواقعة المؤسفة وسط مشاركة آلاف اللاعبين والمشجعين من مختلف أنحاء العالم.
المسابقة هي أكبر تجمعات المواهب الكروية الشابة في أوروبا والعالم
تُقام نسخة هذا العام من بطولة كأس النرويج للشباب في الفترة من السادس والعشرين من يوليو وحتى الثاني من أغسطس وتضم أكثر من ألف وتسعمائة فريق ونحو ثلاثين ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وتسعة عشر عاما ينتمون إلى خمس وثلاثين دولة. وتعتبر هذه المسابقة من أكبر تجمعات المواهب الكروية الشابة في أوروبا والعالم وتحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية واسعة.
تعرض الحكم لضربة قوية على الرأس فقد على إثرها الوعي
تعود تفاصيل الواقعة بحسب ما ذكرته صحيفة نرويجية إلى مباراة شهدت أحداثا متوترة بين فريقين ضمن فعاليات البطولة حيث طلب أحد حكام الخط من مشجع كان يقف قريبا من خط التماس الابتعاد عن مكانه احتراما لقواعد اللعب. إلا أن هذا الطلب البسيط تحول في لحظات إلى شجار حاد واشتباك جسدي بين الطرفين انتهى بتعرض الحكم لضربة قوية على الرأس فقد على إثرها الوعي وتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وأكدت الصحيفة النرويجية أن المشجع الإسباني المتورط في الاعتداء كان من الحاضرين كمشجع فقط ولم يكن مشاركا في المباراة التي وقع فيها الحادث. وعلى الرغم من ذلك فإن منظمي البطولة بحثوا إمكانية استبعاد الفريق الإسباني من المسابقة كإجراء تأديبي إلا أنهم لم يجدوا سببا قانونيا واضحا يدين الفريق بشكل مباشر أو يستوجب معاقبته جماعيا نتيجة تصرف فردي لم يكن له علاقة باللاعبين أو الطاقم الفني.
خطورة الانفعالات غير المحسوبة في الملاعب
من جهته أقر المشجع المعتدي بارتكاب فعلته لكنه حاول تبرير سلوكه العدائي بأنه جاء نتيجة استفزاز من الحكم وهو ما دفعه إلى التصرف بشكل غير لائق. ومع ذلك فإن السلطات النرويجية لم تتهاون في التعامل مع الحادث حيث لا تزال التحقيقات جارية للتأكد من جميع الملابسات ومحاسبة المتسببين وفقا للقانون.
الحادثة سلطت الضوء مجددا على خطورة الانفعالات غير المحسوبة في الملاعب وخاصة تلك التي تأتي من قبل الجماهير والتي قد تؤثر سلبا على سلامة القائمين على تنظيم المباريات وتسييرها. كما أنها تفتح الباب أمام ضرورة إعادة النظر في آليات حماية الحكام واللاعبين خلال البطولات الدولية التي يشارك فيها هذا العدد الكبير من الأطفال واليافعين من جنسيات وثقافات مختلفة.
تشريعات صارمة تحد من السلوكيات العنيفة في الملاعب
وطالب عدد من المهتمين بالشأن الرياضي بوضع تشريعات صارمة تحد من السلوكيات العنيفة في الملاعب وتضمن إقامة البطولات في أجواء آمنة تحترم الروح الرياضية وحقوق جميع المشاركين سواء كانوا لاعبين أو حكاما أو حتى مشجعين.
يذكر أن بطولة كأس النرويج المفتوحة تعتبر من أهم المنصات لاكتشاف المواهب الناشئة وقد تخرج منها العديد من اللاعبين الذين أصبح لهم شأن كبير في الدوريات الأوروبية الكبرى.