خلف أبوزهاد يكتب : رسالة مفتوحة إلى محافظ سوهاج: ”احذر بطانة السوء.. وأخلص في عملك لأبناء المحافظة”

السيد المحافظ.. لقد أصبحت بتوليك هذا الأمر ممن ابتلاهم الله تعالى، نعم فإن الايتلاء يكون بالعطاء أوالسلب وبالمنحة أو المحنة
لهذا اذكر نفسى وإياك بقول رسولنا الكريم فى حديث عبد الرحمن بن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ( وكلت إليها ) أى تركناك لها فهلكت.
السيد المحافظ..
لا تكن كغيرك ممن انشغل بزخرف المنصب وزينته عن واجباته ومقتضياته فأصبح شغله الشاغل حضور الاحتفالات و الانشغال بالظهور الزائف بوسائل الاعلام هنا او هناك، فما ناله منها غير دعاء الداعين وسخط الساخطين .
السيد المحافظ..
لقد ورثت بمنصبك هذا تركه مثقلة بالإهمال والأوزار التى تركها لك من خلفته ، فهذه طرق غير ممهدة تزل فيها قدم الكبير قبل الصغير وتلك مستشفيات قد أهملت وحلقت فوقها سحابات الموت و هذه مدارس قد ضجت بكثافاتها وتركت شؤونها فأصبحت مستودعات لتخريج الجهل والجهلاء وتلك أسواق عاث تجارها فى الارض فسادا وتلاعبوا بأقوات العباد واستحلوا أموالهم فعزت الاسعار وعزت الاقوات، ناهيك عن مدن وأحياء قد تولاها بالوساطة والمحسوبية، من لا يستحق من المرتشين وأصحاب الذمم الخربة فظهرت المخالفات وانهارت المقدرات وطالعتنا الأخبار كل يوم عن مرتش هنا أو هناك .
السيد المحافظ..
لتكن اخر كلماتى إليك، أن أبناء سوهاج أهل خير ومكرمه تحملوا الكثير والكثير ورضوا بالقليل فلتكن فى عملك لهم العوض عما كابدوه وعانوه،
فلتخلص العمل لله ولاتبتغ غير وجهه وخدمة بلدك ووطنك ولتجعل أخر ما يذكره الناس منك أخلاصك وحسن رعايتك وأمانتك معهم ،
وحذاري من بطانة السوء من حولك فهؤلاء الذين حق فيهم قول الله تعالى
(الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
واعلم أنك إن أحسنت أحسن الله ثم مواطنوك إليك ، وإن أنت أخلصت اخلص من حولك
فمتى بذلت الحب والخير للناس سبقوك إليه ، فنلت بذلك محبتهم ودعائهم ففزت بسعادة وهناءة الدارين.