إيران: البرنامج النووي خارج نطاق التهديدات.. ولا أحد يستطيع المساس به

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصعيد جديد بين طهران وواشنطن، أن برنامج بلاده النووي "غير قابل للتدمير"، محذرًا من رد إيراني "أقوى وأكثر علانية" في حال تكرار أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي، وفقا لما جاء في وكالة “إيرنا” الإيرانية.
عراقجي يرد على تصريحات ترامب
وجاءت تصريحات عراقجي ردًا على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الإثنين، خلال زيارته إلى إسكتلندا، حيث قال: "لقد دمرنا قدراتهم النووية يمكنهم البدء من جديد لكن إذا فعلوا ذلك، سندمرها بلمح البصر".
وهدد وزير الخارجية الإيراني، ترامب بالرد الحازم في حال تنفيذ هجوم آخر على طهران. وقال في منشور عبر منصة "إكس": "إذا تكرر العدوان فإننا بلا شك سنرد بحزم أكبر".
برنامج إيران النووي ثمرة عرقنا وغير قابل للقصف"
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، أكد عراقجي، أن برنامج إيران النووي السلمي هو "ثمرة عَرقنا ودمائنا ودموعنا"، مضيفًا: "هذه المعرفة ليست قابلة للقصف أو المحو.. نعم بعض منشأتنا تضررت لكن إرادتنا لم تُمس".
وأوضح أن القصف الأخير لم يحقق أهدافه وأن الرد الإيراني سيكون مكشوفًا وعلنيًا، بعكس الضربات السابقة التي "جرت محاولات للتستر على أثارها"، في إشارة إلى هجمات نُسبت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
رفض للضغوط وتأكيد على الخيار التفاوضي
وأضاف عراقجي، أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي السلمي "الذي يخدم حياة الناس"، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون مواطن إيراني يعتمدون على النظائر المشعة التي ينتجها مفاعل طهران البحثي وهو منشأة أنشأتها الولايات المتحدة في الأصل ويعمل حاليًا باليورانيوم المخصب بنسبة 20%.
كما قال في تصريحه: إذا كانت هناك مخاوف من احتمال تحويل برنامجنا لأغراض غير سلمية، فقد أثبت الخيار العسكري أنه غير فال، بينما يبقى الحل التفاوضي هو السبيل الوحيد المعقول".
تحذير من التصعيد واستحضار للتاريخ
وفي لهجة تُعبر عن تمسك طهران بموقفها، شدد عراقجي على أن إيران "الدولة ذات الحضارة الممتدة لسبعة آلاف عام لا تُجبر على الصمت تحت التهديد"، مؤكدًا أن الشعب الإيراني "لا ينحني أمام الأجانب بل يرد فقط على أساس الاحترام المتبادل".
وأكد أن طهران على علم تام بما حصل خلال "العدوان الأخير" سواء فيما لحق بها من خسائر أو في "الضربات التي تلقاها الأعداء" والتي قال إنها لا تزال "تحت الرقابة الإعلامية والغربية".
حرب الـ 12 يومًا
وتأتي هذه التصريحات وسط موجة جديدة من التصعيد وتراشق الاتهامات المتبادلة بين إيران وأمريكا عقب الحرب التي بدأت في 13 يونيو، حيث شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت منشآت إيران النووية.
في المقابل، ردت طهران، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ البالستية على الأراضي الإسرائيلية، وأضرت بعدد من المواقع الحيوية في تل أبيب على غرار مواجهة عسكرية استمرت 12 يومًا.