وصف تيك توك بالبلاعة
مطالب بإغلاق تيك توك في مصر: حملة شعبية على مواقع التواصل لحماية الأطفال والأخلاق

مع تزايد القضائح وارتكاب العديد من الجرائم ظهرت علي مواقع التواصل الأجتماعي مطالب بغلق تطبيق تيك توك في مصر حيث سجلت موجة غضب غير مسبوقة- اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر دعوات واسعة النطاق تطالب بغلق تطبيق "تيك توك" نهائيًا من البلاد، بعد تزايد الشكاوى من محتواه الذي يصفه كثيرون بـ"المسيء" و"الهدام للقيم والأخلاق"، لا سيما في أوساط الأطفال والمراهقين. وتحوّل الأمر إلى ما يشبه الحراك الشعبي الرقمي وسط تحذيرات من تأثير التطبيق السلبي على النشء وتهديده لاستقرار الأسرة المصرية.
غضب شعبي عارم.. والدعوة للتقاضي
وقد عبر عشرات الآلاف من المصريين عن غضبهم من تفشي ما أسموه بـ"المهزلة" التي يبثها التطبيق، وتحديدًا المحتوى غير اللائق المنتشر عليه، والذي بات مصدر قلق للعديد من الأسر المصرية. وتصدرت التعليقات هاشتاغات مثل #قفل_التيك_توك و#تيك_توك_يدمر_أطفالنا، مع مطالبات برفع دعوى قضائية رسمية تطالب الحكومة بحظر التطبيق بشكل نهائي.
وكان من أبرز التعليقات المتداولة ما قاله أحد رواد فيسبوك:
"يا أستاذنا، إنت ترفع دعوى وكلنا هنعملك توكيل، نمنع التيك توك من مصر خالص ونوفر على نفسنا وعلى عيالنا القرف والمهزلة دي."
وردّت متابعة تُدعى "رانيا محمد" قائلة:
"كلنا نعمل توكيل لغلق التيك توك عشان نلحق ولادنا."
فيما أضافت "أمنية داهي":
"ياريت بقى التيك توك ده يتقفل خالص، ده هيدمر عيالنا."
أما "دعاء أحمد" فقالت:
"الدعوة اللي حضرتك هتعملها لوقف التيك توك دي دعم كبير علشان نقفل البلاعة دي بقى."
وجاء تعليق "منى عز" في نفس السياق قائلة:
"دعوة لقفل التيك توك.. ربنا يوفقك."
أزمة اجتماعية تتفاقم.. واتهامات بالتحريض والتفكك
لم تعد الاتهامات الموجهة للتطبيق مقتصرة على المحتوى الترفيهي السطحي، بل امتدت إلى تحريض بعض المستخدمين على العنف، الترويج للابتذال، والمساهمة في تفشي ظواهر مثل التنمر الإلكتروني والإدمان الرقمي بين الأطفال.
ويرى نشطاء أن استمرار وجود التطبيق دون رقابة حقيقية، يفتح الباب على مصراعيه لانهيار مفاهيم الانضباط الأخلاقي والسلوك السوي، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
هل تتحرك الدولة؟
على الرغم من أن السلطات المصرية قامت خلال الأعوام الأخيرة بعدة حملات لضبط المحتوى المنشور على "تيك توك"، وتوقيف عدد من صُنّاع المحتوى المتهمين بـ"الإخلال بالآداب العامة"، إلا أن الغضب الشعبي يبدو في تصاعد غير مسبوق، مع مطالبات واضحة بتدخل رئاسي وتشريعي حاسم.
ويُطالب المواطنون بتفعيل قوانين الجرائم الإلكترونية وتشديد الرقابة على التطبيقات المستوردة، أو اتخاذ قرار مشابه لما فعلته دول أخرى مثل الهند التي حظرت التطبيق نهائيًا لأسباب تتعلق بـ"الأمن القومي والسلوك المجتمعي".
إلى أين تتجه الحملة؟
يتوقع مراقبون أن تتطور الحملة الرقمية خلال الأيام المقبلة إلى خطوات فعلية، مثل إنشاء حملات توقيعات إلكترونية، والتواصل مع محامين وشخصيات عامة للمطالبة بقرار حكومي رسمي لإغلاق التطبيق.
ويشير البعض إلى أن استمرار الحملة بهذا الزخم قد يُجبر السلطات على مناقشة المسألة في البرلمان، خاصة مع تزايد حالات الجرائم الأسرية والتصرفات الغريبة المنسوبة للتأثر بمنصات الفيديو القصيرة مثل "تيك توك".
هل تستجيب الدولة لمطالبات ملايين الأسر؟
ما بين مخاوف اجتماعية مشروعة، وتحولات تكنولوجية سريعة، يقف المجتمع المصري أمام تحدٍ حقيقي يتعلق بحماية أبنائه من مخاطر التطبيقات الحديثة. ويبقى السؤال: هل تستجيب الدولة لمطالبات ملايين الأسر؟ وهل يشهد تيك توك قريبًا نهاية وجوده داخل مصر؟