نرمين نبيل تكتب: راغب علامة المعتدى علية أمام الجمهور ..و المتهم في بيان النقابة

حينما يصبح الضحية مذنب
في مشهد عبثي يعكس اختلالا مؤسفا في المعايير نجد أنفسنا أمام واقعة غريبة بطلها الفنان راغب علامة ليس لأنه ارتكب خطأ بل لأنه كان ضحية لتصرف فج ومخجل من بعض الحاضرات في حفل أُقيم داخل مصر
الضحية في قفص الاتهام
اللافت أن التجاوز لم يصدر عن الفنان بل صدر ضده بشكل علني أمام الجميع ومع ذلك لم يتم توجيه أي لوم أو محاسبة للمتجاوزات بينما تحول اللوم والعقاب إلى الضحية وكأن الاحترام صار تهمة والفوضى أصبحت مقبولة تحت مسمى العادات أو الغيرة على الأخلاق
القرار بمنع راغب علامة من الغناء والتحقيق معه ليس فقط مجحفا بل صادما لأن الحفل كان في مصر والتصرف المسيء صدر من فتيات مصريات فما ذنب الفنان في ما فُرض عليه من سلوك لم يشارك فيه ولم يرض عنه
من أوكلكم على الأخلاق؟
من عينكم أوصياء على الأخلاق ومن منحكم سلطة تحديد من يُحاسب ومن يستثنى إن الأخلاق لا تقتضي الظلم ولا يجوز تبرير الانفلات الشعبي بقرارات شكلية تنال من صورة الفنان وتغض الطرف عن المتسبب الحقيقي
ما حدث ليس فقط تجاوزا سلوكيا بل فضيحة ثقافية تعكس هشاشة بعض المؤسسات التي يفترض أن تحمي الفن لا أن تحاكم ضحاياه وتجامل المخطئين تحت شعارات زائفة
السقوط الثقافي لا يأتي من الفن بل من ازدواجية المواقف
الفن ليس متهما بل رسالة وصاحبه يجب أن يحترم لا أن يستخدم ككبش فداء كلما أثارت واقعة الجدل ومن يسكت اليوم على ظلم راغب علامة سيفتح غدا الباب لمزيد من الإهانة والسطو على كرامة الفنانين بدعوى الدفاع عن تقاليد لم يخرقها سوى الجمهور نفسه
ما جرى جرس إنذار حقيقي إما أن نسمعه ونراجع مواقفنا أو نواصل دفن رؤوسنا في الرمال بينما تنهار صورة الفن وقيمته في عيون أصحابه