د مصطفى راشد يكتب : وصلنى سؤال ليه غالبية الإرهابيين أزاهرة ؟

أنا خريج معهد سموحة الأزهرى اعدادى وثانوى بالأسكندرية نظام الثانوية القديم ٤ سنوات فى عهد العظيم عميد المعهد الشيخ ابو اخوات ودخلت فى التسعينات جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة بالدراسة بالمبنى الملاصق لجامع الأزهر وبمواجهة مسجد الحسين مكان ينطق بالتاريخ، والكلية بها قسمان قسم قانون خمس سنوات وقسم اسلامى ٤ سنوات وأنا التحقت بقسم القانون يعنى حقوق الأزهر ، ومثلى مثل آلاف من طلاب الأزهر انتقلوا من كل مدن ومحافظات وقرى ونجوع وكفور مصر ومن خارج مصر للالتحاق بجامعة الأزهر أرخص تعليم بالعالم ،،ومن أول يوم في الجامعة هتلاحظ وجود الإخوان أصحاب السلفى في كل مكان، هتلاقيهم بيستقبلوك عند شبابيك استخراج الكارنيه، وبيساعدوك في استخراج اشتراك القطار، ولو محتاج سكن خارج المدينة الجامعية هيساعدوك، لو عايز تخلص إجراءات دخول المدينة الجامعية هتلاقيهم برضو. ومنهم شباب (جيل النصر ) تشكيلة إخوانية سلفية أكبر تكتل طلابي والذراع لجماعة الإخوان المسلمين ، مفرخة استمرت عقود من الزمن حتى صار غالبية الأساتذة والدكاترة منهم يسيطرون على الأزهر جامع وجامعة ومعاهد ومساجد ويرفضون التجديد والتصحيح ومراجعة الأحاديث والسير وكتب الفقه رغم عدم وجود مصادر لهذه الكتب كلها ، وانضممت لجماعة الإخوان وقتها وكنت امير لثلاث محافظات لكن تركتهم بعد عام ونصف، بعد أكتشافى لكذبهم ،ولفهمهم الخاطىء للدين ،وايضا لإنعدام الإنسانية بداخلهم ،وكراهيتهم للآخر بلا سبب ،، وجيل النصر المنشود كان أكبر من مجرد كيان طلابي أو شوية عيال بيستقطبوا الطلاب الوافدين من الأرياف والقرى والنجوع، بل كانوا الحاكم والمتحكم في الجامعة كلها، ومنهم دكاترة ومعيدين ورؤساء أقسام وأسماؤهم معروفة وقيادات في الجماعة نفسها، وكل ده بعلم إدارة الجامعة والداخلية وأمن الجامعة وأمن الدولة، لذا استمروا فى التحكم فى الأزهر وجامعته حتى يومنا هذا ،والدولة لا ترغب فى التجديد والتصحيح الحقيقى وتخشى مواجهتهم أو تسمح بوجودهم شيئ لزوم الشيئ.
وده موضوع يطول شرحه ومحتاج كتب عشان نتكلم عن عنه وعن جيل النصر والإخوان والفكر السلفى المتجذر فى الأزهر ، لكن أنا بكتب ده للرد على سؤال : ليه كل الإرهابيين أو الخلايا الإخوانية أو الإرهابية بيكونوا خريجين الأزهر؟ والسؤال ده رغم إنه سؤال منطقي لكنه ساذج جدًا، عشان المفروض الاستغراب يبقى: "إزاي فيه إرهابي مش أزهري بعد الدراسة المتطرفة العنصرية التى تقر قتل الكافر وهو فى نظر غالبيتهم غير المنتمى للجماعة ؟" لكن فكرة أن إرهابي خريج جامعة الأزهر، المفروض أن ده العادي والطبيعي أصلًا نسبة لحجم وكم التطرف والعنصرية الموجودة بالمناهج لمؤلفين مجهولى المصادر وينسبون عنفهم وتطرفهم للأسف للإسلام .
يعني أنتم متخيلين مفرخة إرهاب كاملة بتستقطب الطلبة وبتجندهم تحت مرأى ومسمع من نظام مبارك وأمن الدولة..وحتى الآن،، آلاف من الطلبة بيتخرجوا كل سنة لينتشروا في كل مكان في مصر محملين بهذه الأفكار وهذا المنهج، واللي مابيطلعش منهم عضو في الإخوان بيتحول لمحب أو متأثر بالفكر ده إلا من رحم ربى ، وبعد كده الدولة تصرف ملايين لمحاربة الإرهاب وكأننا فى دولة غبيستان ،،والأزهر به كل الكليات بعد أن كانت مقصورة على الدين لكن عبد الناصر الإخوانى والذى انقلب على الإخوان وتغيرت أفكاره المتطرفة فى أخر سنواته،، جعل الأزهر جهة مستقلة وادخل لها كل الكليات فتجد الدكاترة والمحامين والقضاه والمهندسين والمحاسبين والمدرسين والشيوخ وأئمة المساجد وموظفين بالحكومة والقطاع الخاص كلهم مروا على هذه المناهج المتطرفة .
وفي الأخر لسه فيه ناس بتسأل ليه غالبية الإرهابيين أزاهرة .
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون