إسرائيل تبحث سبل وقف صواريخ الحوثيين من اليمن.. 4 سيناريوهات محتملة ومخاوف من انفجار جديد

تسعى إسرائيل إلى وضع حد للهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، والتي تُنسب لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، خاصة بعد أن أصبح اليمن مصدر تهديد جوي متزايد لتل أبيب.
وتتخوف تل أبيب من تصعيد متجدد في حال اشتعال الوضع في الضفة الغربية أو المسجد الأقصى، وفق ما كشفته صحيفة هآرتس العبرية.
السيناريوهات الأربعة المطروحة أمام إسرائيل لوقف هجمات الحوثيين
-
اتفاق دبلوماسي مع حماس أو إيران
ترى تل أبيب أن الوصول إلى اتفاق شامل مع إيران أو حماس – بشكل مباشر أو غير مباشر – قد يتضمّن وقفًا للهجمات من اليمن. ويرتبط هذا التصور بفرضية أن الحوثيين يتحركون بأوامر إيرانية، وأن كبح جماح طهران سيؤثر تلقائيًا على الجماعة اليمنية. -
استمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين
تنفذ إسرائيل منذ أشهر ضربات استباقية في عمق اليمن، وكان آخرها عملية "الراية السوداء" التي استهدفت منشآت استراتيجية. وترى إسرائيل أن هذه العمليات قد تُضعف من القدرات الهجومية للحوثيين على المدى الطويل. -
دفع الحكومة اليمنية لمواجهة الحوثيين
أحد السيناريوهات الأقل واقعية حسب محللين إسرائيليين، هو تحفيز الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليًا) على شنّ عمليات ضد الحوثيين، لكن ذلك يبقى صعبًا في ظل واقع الحرب الأهلية المعقدة والانقسام السياسي داخل اليمن. -
وقف إطلاق النار في غزة:
يُعد هذا السيناريو الأقرب للتحقق من وجهة نظر مسؤولين أمنيين في إسرائيل، حيث يرى هؤلاء أن الهجمات الحوثية مرتبطة بالتصعيد في غزة. فالمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع صرّح مرارًا بأن هجماتهم تأتي "نصرة لغزة"، وتتوقف أثناء فترات التهدئة، كما حصل خلال مفاوضات تبادل الرهائن.
لماذا تخشى إسرائيل من الحوثيين؟
رغم نجاح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلا أن المخاوف الإسرائيلية تتصاعد بسبب:
-
خطورة السقوط العرضي على مناطق حيوية، كما حصل في مطار بن غوريون، ما أدى إلى إلغاء رحلات دولية.
-
سقوط قتلى مدنيين، مثل المواطن يفغيني فيردر الذي لقي حتفه في هجوم بطائرة مسيرة في تل أبيب.
-
الأثر الاقتصادي على الطيران والسياحة واستثمارات الشركات الأجنبية.
-
التطور التكنولوجي للحوثيين، حيث يستخدمون صواريخ دقيقة التوجيه وخبراء إيرانيين لتحسين كفاءة الضربات.
هل الحوثيون خصم يمكن الردع بسهولة؟
بحسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين لـ"هآرتس"، فإن التعامل مع الحوثيين أصعب مما يتصور البعض. فـ"أنصار الله" لا يملكون نفس المنطق البراغماتي لحزب الله اللبناني، وهو ما يجعل من الصعب توقّع ردود أفعالهم أو التوصل إلى اتفاقات مستدامة معهم.
ويقول أحد كبار المسؤولين:
"لا يمكننا التعويل على نوايا الحوثيين.. هم ليسوا حزب الله، ولا يتحركون ضمن حسابات عقلانية واضحة".
الهجمات الإسرائيلية.. هل تكفي؟
تؤكد تل أبيب أن الهجمات في اليمن رسالة مباشرة إلى إيران، حيث صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "مصير الحوثيين سيكون كمصير طهران"، في إشارة إلى تحميل إيران المسؤولية الكاملة.
لكن تقارير استخبارية إسرائيلية تُشكك في إمكانية ردع الحوثيين بشكل كامل عبر الضربات فقط، وتؤكد أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل سياسية واستراتيجية أيضًا، تتطلب توازنًا في التعامل مع إيران، حماس، والملف الفلسطيني.
وقف إطلاق الحوثيين للصواريخ رهينة للتسوية في غزة وتحسين العلاقات بين واشنطن وطهران
حتى الآن، يبقى وقف إطلاق الحوثيين للصواريخ رهينة للتسوية في غزة وتحسين العلاقات بين واشنطن وطهران. وفيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية، فإن القلق الأكبر في تل أبيب هو من تحول اليمن إلى منصة طويلة الأمد لاستهداف إسرائيل، يصعب التعامل معها بالأساليب التقليدية.