سعيد محمد أحمد يكتب : تطويع ايران …وصراع حرب البقاء

انتهت الحرب الاسرائيلية الايرانية المقدر لها اثنى عشر يوما بالتمام والكمال برعاية وتخطيط من قبل الرئيس الامريكى دونالد ترامب وبمنطق صالات "القمار وساحات المراهنات" .. حرب سقطت فيها كل القيم الأخلاقية والإنسانية والايديولوجيات الدينية ودعاوى الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان المكذوبة .
حرب تخلى فيها العالم المغلوب على آمرة عن كل المواثيق والاعراف والقوانين والمعاهدات الدولية سواء عبر منظمات أممية جرى الاستهانة والاستهتار بوجودها بل والتخلي تماما طواعية عن دورها ليصبح -الحكم - فى ادارة الصراع والنفوذ فى العالم لمن يملك القوة، وليس لمن يملك العدل لتحقيق العدالة بعيدا عن الازدواجية والمعايير المغلوطة فى التعامل مع الازمات الدولية والاقليمية.
مسرحية متفق عليها بكامل فصولها وممثليها بل ونتائجها
عاش العالم اكبر أكذوبة عرفها التاريخ عبر مسرحية متفق عليها بكامل فصولها وممثليها بل ونتائجها والقائمين على اخراجها بشكلٍ دراماتيكي عبر ممولين جادين لإعادة تعمير ما تم تخريبة فى إسرائيل فقط، وبشكل فورى بالافصاح الفاضح عن تخصيص ١٠ مليار دولار ، ليكتشف العالم كل العالم بمختلف مذاهبه وطوائفه أنه كان أسير حملات مكثفة من الميديا أثلجت صدور البعض وحرقت صدور الاخرين ليكتشف الجميع انه لم تكن هناك عقيدة حقة فى الدفاع عن حقوق المظلومين وخاصة المتاجرة بالقضية الفلسطينية على مدى اربعة عقود ، وان القصة كانت دفاعا عن "شياطين" تلك المسرحية سواء من قبل العمائم والملالى او من قبل الصهاينة .
الغريمين الحميمين" يحتفلان معا بالنصر فى أكبر عملية نصب وخداع فى التاريخ للشعوب
الغريب فى الامر ان كلا "الغريمين الحميمين" يحتفلان معا بالنصر فى أكبر عملية نصب وخداع فى التاريخ للشعوب سواء كانت ايران التى اعلن رئيسها مسعود بزشكيان عن "النصر العظيم للأمة الإيرانية"، فيما يصف نتنياهو انتصاره بانه "انتصار تاريخي" على إيران،بل ويؤكد أن المواجهة لم تنتهي.
المسرحية أكثر واقعية وإقناعًا، طالما الممول الخليجى جاهز بالصرف
فيما يبقى الخاسر الوحيد فى تلك المسرحية الهزلية شعوب البلدين ازهقت فيها أرواح قرابة ٨٠٠ ايرانى، وما يزيد عن أربعة آلاف مصاب فى مقابل ٢٤ قتيلا إسرائيلي واصابة قرابة ال ٢٠٠٠ ، وخراب ودمار ممنهج حتى تكون المسرحية أكثر واقعية وإقناعًا، طالما الممول الخليجى جاهز بالصرف وابداء استعداده فى اليوم الخامس من العرض المسرحي لتعويض الجميع ،فى مقابل أن يتحلوا بالعقلانية فى إخضاع ايران "لسلام قسري"، للخروج من مأزقها الوجودي عبر عملية دبلوماسية رتب لها ترامب عقب توجيه تحذيرات صارمة فى الاختيار ما بين بقاء" دولة الملالى والعمائم"، وما بين انتحارها باسقاط نظام الدولة الخمينية ،، ليبقى صراع البقاء على الحكم والاحتفاظ بالسلطة بين نظام إيران وحكام الكيان الاسرائيلي في اظهار الخداع للراى العام باحتفالات النصر المشبوهه .
العمل العسكري كان خطوة ضرورية لفرض واقع تفاوضي جديد في المنطقة
وتلك حقيقة أكدها ترامب فى مؤتمر صحفى على هامش اجتماع الناتو فى "لا هاى" بقولة : لو لم نقم بتدمير المنشآت الإيرانية، ما كان من الممكن التوصل إلى أي تسوية مع الإيرانيين"وأن العمل العسكري كان خطوة ضرورية لفرض واقع تفاوضي جديد في المنطقة وحققنا انتصارًا كبيرًا في إيران