اول بيان لإسرائيل بعد الهجوم الأمريكي
بعد القصف الأمريكي للمفاعلات النووية الإيرانية.. الجيش الإسرائيلي يعلن حالة الطوارئ وإيران اخلت مواقعها قبل القصف

أصدر الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأحد 22 يونيو 2025، أول بيان رسمي للجمهور عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية حساسة داخل إيران، وسط حالة من القلق والتأهب الأمني في عموم الأراضي المحتلة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن وزير الدفاع الإسرائيلي صادق على تغييرات عاجلة في سياسة الدفاع المدني، وذلك عقب تقييم شامل للأوضاع الميدانية والأمنية بعد الضربة الأمريكية المباغتة.
إغلاق المدارس وتعليق الأنشطة وتحذير من تجمعات جماهيرية
وأوضح أدرعي في البيان أن "كل مناطق إسرائيل ستنتقل فورًا إلى مستوى 'العمل الضروري فقط'"، موضحًا أن هذا القرار يشمل إيقاف جميع الأنشطة التعليمية، ومنع التجمعات الجماهيرية، وتعليق عمل مراكز العمل غير الضرورية.
وأضاف: "ابتداءً من الساعة 03:45 فجراً تبدأ تعليمات جديدة للجبهة الداخلية سيتم الإعلان عنها تباعاً"، داعياً المواطنين إلى الالتزام الصارم بتعليمات الطوارئ الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية، مشيرًا إلى أن الجيش يواصل المتابعة الدقيقة لأي تطورات قد تنجم عن الرد الإيراني المرتقب.
الضربة الأمريكية: استهداف نووي غير مسبوق
جاءت هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ هجوم وصفه بـ"الناجح للغاية"، استهدف ثلاثة من أهم المواقع النووية الإيرانية، وهي: منشأة فوردو، ومنشأة نطنز، ومجمع أصفهان النووي.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه الضربات تمثل أول عمل عسكري مباشر تنفذه القوات الأمريكية داخل إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، واصفة الهجوم بأنه "إعلان حرب غير معلن" على الجمهورية الإسلامية.
هل ترد إيران؟
وفي أول رد إيراني، أعلن نائب مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابدين أن المنشآت الثلاث تم إخلاؤها مسبقًا تحسبًا لضربة جوية محتملة، وأضاف: "تقديرات ترامب بأن إيران فقدت تكنولوجيا التخصيب النووي هي تقديرات خاطئة".
وأكد أن الضرر الذي لحق بالبنية النووية كان محدودًا، بسبب الإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها، مؤكدًا أن الرد الإيراني لن يكون في حجم الأضرار، بل في طبيعة التحدي الاستراتيجي.
تحذيرات من طهران.. وانذارات من المرشد الأعلى
المرشد الأعلى علي خامنئي، كان قد حذّر في وقت سابق هذا الأسبوع من أن "أي تدخل عسكري من الأمريكيين سيتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها" مضيفًا أن "الشعب الإيراني لا يعرف الاستسلام"، في تصريح بدا وكأنه تمهيد لرد عسكري وشيك.
وأصدر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بدوره تحذيرًا شديد اللهجة، جاء فيه: "إذا تدخل طرف ثالث في تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، فإننا سنعتبره هدفًا عسكريًا مشروعًا وسيُقصف بلا تردد".
أنصار الله والحوثيون يدخلون على الخط
وفي تطور لافت، أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن أن الولايات المتحدة تتحمل "كامل تبعات الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية"، وأكدت أن "أي تصعيد يستهدف الجمهورية الإسلامية لن يمر دون رد من محور المقاومة".
تل أبيب تتحصن.. هل تتوقع إسرائيل ردًا صاروخيًا؟
تعيش إسرائيل حالة من الاستنفار الكامل على جميع الجبهات، وسط توقعات بهجوم صاروخي أو بطائرات مسيّرة من داخل إيران أو من الأراضي اللبنانية أو السورية.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن الضربات الأمريكية قد تدفع طهران إلى فتح جبهة شاملة ضد إسرائيل عبر حلفائها الإقليميين، سواء من حزب الله أو الفصائل المسلحة في سوريا والعراق واليمن.
رسالة الردع وصلت؟ أم أن المواجهة بدأت فعليًا؟
بين إعلان واشنطن نجاح الضربات، وتهديد إيران بالرد، تظل المنطقة بأسرها على حافة الانفجار. ويخشى مراقبون من أن يكون البيان الإسرائيلي بداية "حالة حرب مفتوحة"، تبدأ بضربة وتنتهي بإعادة رسم خرائط الإقليم بالكامل.