أبتزاز إسرائلي لدول الخلبج
وزير مالية إسرائيل: على دول الخليج دفع فاتورة الحرب ضد إيران!

أدلى وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بتصريح مثير للجدل مساء اليوم، دعا فيه دول الخليج العربي إلى "تحمل جزء من التكاليف الاقتصادية للحرب ضد إيران"، على حد تعبيره، زاعمًا أن هذه الدول "تجني تريليونات الدولارات من النفط وتتمتع بحماية غير مباشرة من العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران".
التصريح الذي تناقلته وسائل الإعلام العبرية أثار موجة من الغضب على الصعيد العربي ووُصف بأنه "ابتزاز سياسي فج" ومحاولة مفضوحة لجر الخليج إلى حرب ليست طرفًا مباشرًا فيها فضلًا عن كونه انعكاسًا لسياسة إسرائيلية قائمة على تحميل الآخرين أعباء مغامراتها العسكرية واعتدائها علي الأخرين .
وزير مالية الاحتلال يهاجم دول الخليج: "كفى رفاهية على حساب أمننا!"
قال سموتريتش في تصريحه المثير
"دول الخليج تعيش في رفاهية نفطية هائلة، بينما نحن نخوض المعركة نيابة عنهم ضد الخطر الإيراني. إذا أرادوا الاستمرار في الشعور بالأمان، فعليهم أن يشاركوا في التكاليف. لقد آن الأوان أن يفهموا أن أمنهم لا يأتي مجانًا".
وتابع بنبرة تهديد:
"لا يعقل أن تخوض إسرائيل الحرب بمفردها، بينما تواصل بعض العواصم الخليجية عدّ الأرباح".
بين التطبيع والتحالفات الرمادية: العلاقة بين بعض دول الخليج وإسرائيل
يأتي هذا التصريح في وقتٍ تتسم فيه العلاقة بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية بطابع معقد يتراوح بين التطبيع الرسمي والتعاون الأمني غير المُعلن. فمنذ توقيع "اتفاقات أبراهام" في عام 2020، دخلت إسرائيل في علاقات دبلوماسية علنية مع الإمارات والبحرين، تلاها تعاون اقتصادي وتجاري وأمني، شمل مجالات التكنولوجيا والطاقة والدفاع السيبراني قيما يشبة التوريط لهذه البلدان.
اتصالات خلف الكواليس
في المقابل، بقيت دول أخرى مثل السعودية متحفظة في إعلان علاقاتها، رغم ما تشير إليه تقارير غربية بشأن وجود قنوات اتصال خلف الكواليس. ويعتقد أن بعض هذه الدول تتعامل مع إسرائيل بوصفها شريكًا تكتيكيًا لمواجهة التوسع الإيراني، خاصة في ظل تصاعد نفوذ طهران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
لكن رغم هذا، لم تصل العلاقة يومًا إلى مرحلة التمويل المباشر لأي عمل عسكري أو تحمّل نفقات مواجهة عسكرية مع إيران - وهو ما يجعل تصريح سموتريتش قفزة خطيرة في الخطاب الإسرائيلي، يعكس رغبة في تصدير الأزمة إلى الحلفاء الجدد من العرب.
ردود فعل أولية وتحذيرات عربية
لم يصدر حتى الآن رد رسمي من حكومات دول الخليج، إلا أن عدداً من المحللين والمغردين البارزين في الإمارات والسعودية والكويت وصفوا تصريح الوزير الإسرائيلي بأنه "بلطجة سياسية" و"تدخل سافر في الشؤون السيادية". كما اعتبروا أن هذا الخطاب يعكس الوجه الحقيقي لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل والتي تسعى لاستغلال علاقاتها الخليجية في تحقيق مصالحها العسكرية والاقتصادية.
وقال المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي
"لا أحد في الخليج سيدفع فاتورة حرب لم يقررها ولم يستشر فيها. إسرائيل تحاول زجّنا في معركة عسكرية تريد إشعالها ضد إيران، لكنها لا تجرؤ على خوضها منفردة".
رسائل خفية وضغوط أمريكية قادمة؟
ويرى مراقبون أن تصريح وزير المالية الإسرائيلي قد لا يكون فقط تعبيرًا عن موقف فردي بل يندرج ضمن حملة ضغط منظمة، تهدف إلى:
-
تهيئة الرأي العام الخليجي لفكرة المشاركة في الحرب القادمة سواء بالمعلومات أو التمويل أو الدعم اللوجستي.
-
ابتزاز الدول الخليجية الغنية نفطيًا لدفع الأموال ضمن تفاهمات أمنية أوسع مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
-
التلميح بوجود اتفاقات غير مُعلنة بين إسرائيل وبعض العواصم الخليجية قد تشمل التزامات مالية لمواجهة "الخطر الإيراني".
الخليج بين نار إيران وابتزاز إسرائيل
تصريح سموتريتش يعكس تحولًا خطيرًا في الخطاب الإسرائيلي تجاه حلفائه الجدد في المنطقة، ويطرح تساؤلات ملحّة حول حدود العلاقات الخليجية-الإسرائيلية. فهل تقف هذه الدول على الحياد؟ أم أنها ستواجه ضغوطًا متزايدة للانحياز لطرف ضد آخر في واحدة من أكثر الصراعات حساسية في الشرق الأوسط؟ وهل تفتح هذه التصريحات الباب لإعادة تقييم سياسية التطبيع في ظل ما يمكن أن توصف بـ"الاستغلال السياسي" الإسرائيلي؟
ما يبدو واضحًا أن الحرب - إن اندلعت - لن تكون فقط بين إسرائيل وإيران، بل ستجرّ خلفها أطرافًا إقليمية ودولية، شاءت أم أبت.