مصداقية الدوله العطمي علي المحك
إيران والهند تكذّبان ترامب: لا طلب للقاء في البيت الأبيض ولا فضل له في وقف الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد

نفت كل من إيران والهند مزاعم أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مناسبتين مختلفتين الأولى تتعلق بطلب إيراني للقاء في البيت الأبيض والثانية بإسهامه المزعوم في منع اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان
الرد الإيراني جاء حادًا وصريحًا من بعثة إيران لدى الأمم المتحدة التي أصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه تماما ما ذكره ترامب بشأن تلقي واشنطن طلبا من مسؤولين إيرانيين لعقد لقاء مباشر في البيت الأبيض وأكد البيان أن أي مسؤول إيراني لم يتقدم بأي طلب رسمي أو غير رسمي لعقد مثل هذا اللقاء وأن ما هو أكثر إثارة للاشمئزاز على حد وصف البيان هو تهديد ترامب بالقضاء على قائد الثورة الإيرانية
تهديدات بين طهران وواشنطن
جاء هذا النفي في وقت بالغ الحساسية إذ تشهد العلاقات بين طهران وواشنطن توترا متصاعدا على خلفية الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران وتهديدات متبادلة بلغت ذروتها باستخدام صواريخ باليستية وهجمات سيبرانية متبادلة في العمق
الضربة الثانية لترامب من الهند
أما في جنوب آسيا فقد جاءت الضربة الثانية لتصريحات ترامب من الهند التي سارعت إلى نفي مزاعم أخرى له حيث ادعى في تصريح سابق أنه هو من منع اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان مشيرا إلى أنه أنجز ذلك دون أن يكتب أحد عن هذا الإنجاز
لكن وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري نفى هذه المزاعم بشكل قاطع وأوضح أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان تحقق بعد محادثات مباشرة بين جيشي البلدين دون أي تدخل خارجي وأكد أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أبلغ ترامب حينها بحقيقة الوضع
فجوة متكررة في مصداقية تصريحات ترامب في الملفات الدولية الحساسة
ويكشف هذا التناقض بين الروايات الرسمية وتصريحات الرئيس الأمريكي عن فجوة متكررة في مصداقية تصريحات ترامب في الملفات الدولية الحساسة سواء ما يتعلق بالأمن الإقليمي في الشرق الأوسط أو التوازنات الجيوسياسية في جنوب آسيا
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الادعاءات من جانب ترامب يعكس نمطًا من توظيف الأزمات الدولية في الخطاب السياسي الداخلي الأمريكي خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ورغبة ترامب في تقديم نفسه على أنه صانع للسلام ومنع للحروب رغم نفي الأطراف الأخرى المعنية
انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها حول دقة رواياته ومصداقيته السياسية
الجدير بالذكر أن ترامب خلال ولايته السابقة أطلق عدة مزاعم مشابهة تتعلق بدوره في منع صراعات أو التوسط في أزمات دون أن تكون هناك وقائع رسمية أو وثائق تؤكد ما يقوله وهو ما فتح الباب أمام انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها حول دقة رواياته ومصداقيته السياسية
صفعة مزدوجة في وجه الرئيس الأمريكي
وتأتي هذه النفيّات العلنية من كل من طهران ونيودلهي لتشكل صفعة مزدوجة في وجه الرئيس الأمريكي الذي يسعي الي تسويق إنجازات لم تحصل وتضخيم أدوار لم يؤدها حسب تصريحات المسؤولين المعنيين في تلك الدول
في ظل هذا السياق المتوتر تزداد أهمية التحقق من التصريحات السياسية خاصة تلك التي تصدر عن شخصيات مؤثرة في المشهد العالمي لما لها من أثر مباشر على علاقات الدول واستقرار الشعوب وصورة النظام الدولي أمام الرأي العام