رغم النفي التركي حركة الملاحة الجوية تؤكد
بعد تصاعد الرد الإيراني.. طائرات إسرائيلية تهرب إلى ملاجئ آمنة في تركيا وقبرص وأوروبا

أفادت تقارير استخباراتية وملاحية دولية بأن العشرات من الطائرات العسكرية والمدنية الإسرائيلية لجأت خلال الساعات الماضية إلى ملاجئ آمنة خارج الأراضي المحتلة في ظل التصعيد غير المسبوق مع إيران
طائرات إسرائيل تهرب الس دو حليفة
مصادر أمنية أوروبية كشفت أن طائرات إسرائيلية من أنواع مختلفة بينها طائرات استطلاع وحرب إلكترونية وطائرات ركاب تابعة لشركات خاصة وحكومية أقلعت بشكل متزامن من عدة قواعد داخل إسرائيل متجهة نحو دول تعتبرها تل أبيب حليفة أو محايدة في حال اندلاع نزاع شامل
وتأتي هذه التحركات بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مواقع حيوية داخل إسرائيل أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى بينهم مدنيون وعسكريون الأمر الذي دفع إسرائيل إلى تفعيل خطط الطوارئ الجوية وتأمين أسطولها الجوي من أي ضربة مفاجئة قد تطال مطاراتها أو قواعدها الجوية
الطائرات لجأت الي أنقرة واسطنبول إضافة إلى مطار لارنكا في قبرص ومطارات في دول أوروبية مثل فيينا وفيبر في سويسرا وأثينا في اليونان - وفق مواقع التتبع الدولية
ووفقًا لبيانات حركة الملاحة الجوية عبر مواقع التتبع الدولية فإن الوجهات الرئيسية التي اتجهت إليها الطائرات الإسرائيلية شملت مطارات في تركيا خاصة في أنقرة واسطنبول إضافة إلى مطار لارنكا في قبرص ومطارات في دول أوروبية مثل فيينا وفيبر في سويسرا وأثينا في اليونان
تركيا تؤمن الطائرات داخل حظائر محصنة
مصادر مقربة من دوائر الطيران في أنقرة أكدت هبوط عدد من الطائرات الإسرائيلية على نحو غير معلن في قواعد تركية مدنية وعسكرية جرى فيها تأمين الطائرات داخل حظائر محصنة وقالت المصادر إن أنقرة لم تعلن رسميًا عن استقبال الطائرات لأسباب تتعلق بحساسية العلاقات الدبلوماسية مع طهران
طائرات إسرائيلية تهبط في مطار لارنكا القبرصي
وفي قبرص رصد شهود عيان طائرات إسرائيلية تهبط في مطار لارنكا تحت إجراءات أمنية مشددة كما شوهدت طائرات شحن عسكرية من طراز هيركوليس وطائرات خاصة يعتقد أنها تقل شخصيات أمنية أو تابعة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية
اللافت أن هذه التحركات تأتي في وقت تحاول فيه إسرائيل الحفاظ على تفوقها الجوي في المنطقة لكنها تدرك في الوقت نفسه أن قدرات إيران في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة قد طالت بالفعل مناطق حيوية داخل عمقها وهو ما يجعل حماية أصولها الجوية أولوية قصوى في هذه المرحلة
توزيع الأصول الجوية وتأمينها في مواقع يصعب استهدافها من قبل إيران
وتؤكد مصادر من داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن هذه الخطوة ليست انسحابًا بل إجراء تكتيكي لتوزيع الأصول الجوية وتأمينها في مواقع يصعب استهدافها من قبل إيران أو الجماعات الموالية لها في حال نشوب مواجهة واسعة النطاق
من جانب آخر أثارت هذه التحركات ردود فعل دولية حيث اعتبرت بعض الأوساط في أوروبا أن قبول طائرات إسرائيلية على أراضي دول محايدة قد يجر هذه الدول إلى دائرة التوتر ويجعل منشآتها عرضة للرد الإيراني وهو ما دفع بعض الحكومات إلى التعامل بسرية مطلقة مع هذه الملفات
المشهد الحالي يعكس حالة من القلق العميق في تل أبيب إذ لم تعد سماء إسرائيل آمنة كما كانت في العقود الماضية خصوصًا مع دخول أدوات الحرب الحديثة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة بعيدة المدى إلى المعادلة
دول سوف تصبح ساحة غير مباشرة لتصفية الحسابات
ومع استمرار تبادل الضربات بين الجانبين تتجه الأنظار إلى كيفية إدارة هذه الحرب المعقدة التي لا تدور فقط على الأرض بل تشمل الفضاء السيبراني والمجال الجوي وحتى أراضي الدول الأخرى التي باتت ساحة غير مباشرة لتصفية الحسابات
وبينما تواصل إسرائيل شن هجماتها على ما تسميه البنية التحتية النووية والعسكرية الإيرانية فإن إيران تؤكد أن كل نقطة في الأراضي المحتلة باتت في مرمى صواريخها وأن أي دعم خارجي لإسرائيل لن يمر دون رد
ويبقى السؤال المفتوح هل هذه التحركات الجوية الإسرائيلية مقدمة لانسحاب تدريجي من التصعيد أم أنها خطوة احترازية استعدادًا لمعركة أوسع تتجاوز حدود الشرق الأوسط؟!!