سعيد محمد أحمد يكتب :هل ايران .. على أعتاب السقوط ؟!!

ليس من باب الشماتة بقدر ما قد يلحق بايران من حجم الضرر البالغ الذى قد تستفيق عليه القيادة الإيرانية او الشعب أيهما أكثر قوة على البقاء، فى مواجهة حجم استباحة إسرائيل وبدعم امريكى معلن لأجواء ايران تفعل ما تريدة مثلما فعلت فى غزة ولبنان .
ومع تماهى وتناغم المصالح الامريكيه الاسرائيلية بعدم السماح لايران بامتلاك اسلحة نووية، بما يؤشر إلى حدث ضخم مع اعلان ترامب بعدم السماح لها بامتلاك مفاعلات نووية والقضاء عليها وكان يجب على طهران القبول بالصفقة المطروحة بالاتفاق على طاولة المفاوضات، فى ظل استمرار نزوح الشعب الايرانى بالفرار والهروب السريع من العاصمة طهران، كأحد وسائل الضغط عليها للمشاركة فى المفاوضات الرامية لاعلان ايران رفع الراية البيضاء. بتخليها عن سلاحها النووى .
أغتيال القيادات الايرانية العسكرية، وبما يؤثر على مستقبل ايران العسكرى والنووي
فيما تواصل إسرائيل انتقائها لنوعية بنوك الاهداف التى تقوم بتدميرها فى معظم المدن الايرانية، بما فيها اغتيال القيادات الايرانية العسكرية، وبما يؤثر على مستقبل ايران العسكرى والنووي، برغم ما حققته من دمار وتدمير عدد من المدن فى الداخل الاسرائيلي، الا ان الصراع بين الجانبين قد يكون أكثر كلفة لايران فى فرض السيطرة على كامل مقدرات الشعب الايرانى الذى اصيب بقدر كبير من الذهول من هول وحجم الخيانة التى ضربت كافة المؤسسات الامنية والعسكرية فى الداخل الايرانى ليلة الجمعة الظلماء .
عمليات تدمير مؤلمة فى لاول مرة تطال تل ابيب وعدد من المدن الاسرائيلية
اسئلة تراود الكثير من المتابعين لما يجرى من حرب المدن الدائرة الان ولليوم الخامس على التوالى بين طهران وتل ابيب شهدت خلالها عمليات تدمير مؤلمة فى لاول مرة تطال تل ابيب وعدد من المدن الاسرائيلية ليترافق معها سقوط قتلى وجرحى.
فى المقابل أحكمت إسرائيل السيطرة التامة على مجريات الجغرافيا الايرانية بتوجيه ضربات واستهداف وتدمير علماء وشخصيات عسكرية ومؤسسات صناعية عسكرية ايرانية ، فيما اقتصرت ايران على استخدام الصواريخ المتنوعة سلاحها الأوحد فى المعركة .
أجبرت طهران على الرد، وبشكل جاد وليس "مسرحي"، كما حدث فى السابق
الكثير من التساؤلات يجرى طرحها أهمها..لماذا انهاروا ولماذا اصيبوا بالشلل والارتباك لساعات طويلة ؟ !!! ، البعض فى اطار من "السخرية والمتاجرة"، يرى أنه لعدم وجود شعب عربى يضحوا به ، وبالتالى أجبرت طهران على الرد، وبشكل جاد وليس "مسرحي"، كما حدث فى السابق بدليل أن صواريخ ايران الموجهة الى إسرائيل تحمل رؤوسا حربية وما سببته من دمار ورعب للشارع الاسرائيلي،لمزيد من الضغوط على الراى العام فى الجانبين .
ضرب أذرع إسرائيل فى المنطقة من قواعد امريكية سواء فى الدوحة أو البحرين أو الكويت أو السعودية ؟
ويبقى السؤال الدائر الآن .. هل لدى ايران النفس الطويل فى إطالة آمد الحرب مع إسرائيل برغم ظروفها الاقتصادية الطاحنة وضرب مقدراتها الاقتصادي؟
وماالذى يمنع طهران من ضرب أذرع إسرائيل فى المنطقة من قواعد امريكية سواء فى الدوحة أو البحرين أو الكويت أو السعودية ؟
ضرباتها فى إسرائيل مميتة، لتفرض على العدو الاسرائيلي اللجوء الى المفاوضات .
وهل سقطت ايران بالفعل فى أعقاب تفكيك قدراتها العسكرية الجوية فى كامل الجغرافيا الايرانية وضرب بعض مفاعلاتها النووية؟
بداية السقوط هنا ليس بمعنى سقوط "ايران" كدولة كبيرة ، ولكن السقوط هنا سقوط " دولة الخميني"، الدولة الدينية "دولة الملالى" ،، وان كنت أتمنى ككثيرين ان تكون ضرباتها فى إسرائيل مميتة، لتفرض على العدو الاسرائيلي اللجوء الى المفاوضات ..ولكن كيف وطهران قد ابلغت فرنسا وبريطانيا وامريكا بأنها سترد على هجوم إسرائيل ؟ كما أنها لاتملك سوى سلاح الصواريخ فى ظل الاختراق الاسرائيلي واستباحتها للاجواء الايرانية !!!
سقطت ايران عندما سقطت دول " محور المقاومة" سوريا ولبنان وفلسطين
نعم سقطت ايران عندما سقطت دول " محور المقاومة" سوريا ولبنان وفلسطين ممثله فى الفصائل الفلسطينية المعارضة للسلطة الوطنية الفلسطينية " باعتبارها مسارات التفاوض الأخيرة لإقامة السلام الضائع فرصة على مدى العقود الثلاث الماضية .
نعم سقطت ايران عندما تخلت عن أذرعها الاربع من "جماعة حماس وحزب الله والحسد الشعبى والحوثيين"ووفق منطق "حسن نصرالله"،فى نظرية " وحدة الساحات" عبر توجيه الضربات وبكثافة بشكل جماعى تجاه تل ابيب ، ورغم ذلك لم يحدث .
نعم سقطت ايران عندما تخلت عن النظام السورى بترك قواتها العسكرية وحرسها الثورى بالتخلى عن القيام بواجباتها فى الدفاع عن المواقع التى تقوم بحمايتها
فى "حماه وحمص"، والتوجه الى الضاحية الجنوبية فى لبنان لإنقاذ ما يمكن انقاذه من "حزب الله " الذى ودع لبنان والى الأبد.
المثير فى الامر قد ترتب على ذلك أول خروج لإيران خروجا مهينًا من لبنان ، لتفقد الحلم الأول بتخليها قسرا عن تواجدها فى لبنان وطلتها على البحر المتوسط، لتمارس سطوتها على لبنان مثلما كان يفعل "حزب الله" الذى اختطف لبنان الدولة ومعه ارادة الشعب اللبنانى ، وثانيا خروج ايران المهين أيضا من سوريا على ايدى اعتى التنظيمات الارهابية خطورة " تنظيم القاعدة " بزعامة ابو محمد الجولاني، مثلما خرج الجيش السورى من لبنان فى اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى .
سقطت ايران ايضا بتخليها عن حلفائها من الحشد الشعبى وجماعة الحوثيين لتصبح اليوم وحيدة تواجه إسرائيل التى تمكنت منها عبر خطة خداع اسرائيلية امريكية سيطرت خلالها على كامل الاجهزة الامنية والعسكرية الايرانية ،والحديث عن اخر جلسة للتفاوض وان خلافا بين ترامب ونتنياهو على خلاف الحقيقة، لتبلع طهران طعم الجمعة الظلماء.
سقطت ايران حقا فى عجزها و تأخرها فى الرد على العدوان الاسرائيلي سواء عبر سلاحها الجوى المنتهى الصلاحية ، فيما التفوق الاسرائيلي كان واضحا فى السيطرة التامة وسرعة الحركة والتحرك فى عموم الجغرافيا الايرانية والاعتماد على عدد هائل من جواسيس فى الداخل الايرانى منتشرين فى العديد من المدن وفقا للتقارير الاخبارية المتطابقة والموثقة من قبل السلطات الايرانية .
فى الختام … هل حانت الفرصة التاريخية لتدمير البرنامج النووى الايرانى للخلاص من مخاطرة ؟