رئيس مستوطنة المطلة يدعو سكان وسط إسرائيل للانتقال إلى الشمال

وجه رئيس مجلس مستوطنة المطلة في شمال إسرائيل، ديفيد أزولاي، دعوة مفاجئة للعائلات المقيمة في وسط البلاد للقدوم والإقامة في المطلة، في محاولة لإعادة الحياة إلى المستوطنة الحدودية التي تعاني من تبعات الحرب.
وقال أزولاي في بيان رسمي، إن المطلة تمر حاليًا بـ"مرحلة تعزيز وتجديد المجتمع"، موضحًا أن السلطات المحلية تنظم برامج ترفيهية وتعليمية متعددة للأطفال وكبار السن، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية استعدادًا للعودة إلى الحياة الطبيعية والروتينية.
وأشار إلى أن "هذا هو الوقت المناسب لتجربة المناظر الطبيعية الخلابة في الشمال، والتعرف على روح المجتمع المحلي"، داعيًا إلى ما وصفه بـ"تعزيز قوة الشمال" عبر الانخراط المجتمعي.
واقع متناقض بين الترويج والمعاناة في إسرائيل
تأتي تصريحات أزولاي رغم الواقع الأمني المتدهور في مستوطنة المطلة، التي تعد أقرب النقاط الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية، وتشكل بوابة استراتيجية للشمال من الناحيتين العسكرية والمدنية.
فقد تعرضت المستوطنة، بحسب تقارير رسمية، لقصف مكثف وممنهج من حزب الله منذ اندلاع المواجهات مع لبنان في أكتوبر 2023 وحتى نوفمبر 2024، ما أدى إلى تدمير نحو 50 منزلاً خلال 24 ساعة فقط في إحدى جولات التصعيد، وتضرر البنية التحتية والخدمات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات.
نزوح داخلي وخسائر إنسانية
وأدى القصف إلى تهجير مؤقت لعشرات العائلات من سكان المطلة، الذين نزحوا إلى مدن أخرى داخل إسرائيل بحثًا عن الأمان، وسط حالة من الخوف والقلق من العودة، لا سيما في ظل استمرار التهديدات من الجانب اللبناني وتبادل القصف على طول الخط الأزرق الحدودي.
وقد أكدت مصادر محلية أن الحياة اليومية في المطلة لا تزال بعيدة عن الاستقرار، مع استمرار إغلاق المدارس، وتعطيل المؤسسات الحكومية، والانقطاع المتكرر للخدمات الأساسية.
أهمية المطلة الاستراتيجية ومخاطر دائمة
تعتبر مستوطنة المطلة من أهم التجمعات السكنية في الشمال الإسرائيلي، بحكم موقعها الجغرافي المطل على الأراضي اللبنانية ما يجعلها نقطة تمركز رئيسية للجيش الإسرائيلي ومكانًا دائمًا لتمارين ومراكز استخباراتية.
لكن هذا الدور الاستراتيجي يجعلها أيضًا هدفا مستمرًا للهجمات، ما يُشكّل ضغطًا نفسيًا وأمنيًا على السكان، ويضعف قدرة المجالس المحلية على إقناع الأهالي أو الوافدين الجدد بالاستقرار فيها بشكل دائم.
محاولة لتجميل الواقع المرير
جاءت دعوة أزولاي وسط ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل، حيث اعتبرها البعض محاولة "لتجميل الواقع المرير بينما رأى آخرون أنها محاولة رمزية لبث روح الأمل والاستعداد للمستقبل، حتى في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وقد كتب أحد سكان المطلة السابقين:
"كنا نحلم بحياة هادئة، لكن القذائف كانت تسبق الأحلام. لا أعتقد أن أي عائلة يمكن أن تعود اليوم في ظل هذا الخطر".
بينما علّق آخر من تل أبيب:
"النية طيبة، لكن الواقع أصعب من أن يُحل بدعوة سياحية. نحتاج ضمانات أمنية حقيقية".
عدم الاستقرار في شمال إسرائيل
رغم استمرار القصف وعدم الاستقرار في شمال إسرائيل يحاول مسؤولو مستوطنة المطلة الدفع نحو إعادة بناء الثقة المجتمعية وجذب السكان للعودة في خطوة تتطلب أكثر من مجرد برامج ترفيهية بل رؤية أمنية وتنموية شاملة قادرة على تحويل هذه المستوطنة من منطقة نزاع إلى بيئة قابلة للحياة مجددًا.