الأقتصاد الإسرائيلي في مهب الريح
صحيفة إسرائيلية : هجوم إسرائيل على إيران يربك الموازنة العامة و العجز المال يفي مستويات خطيرة

كشفت صحيفة "جلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية عن تداعيات خطيرة للهجوم على إيران والذي اعتبرته الصحيفة مفاجأة كارثية لميزانية إسرائيل لعام 2025 التي أُقرت قبل أقل من ثلاثة أشهر دون احتساب أي سيناريوهات لحرب مفتوحة بهذا الحجم.
وذكرت الصحيفة، التي تُعد من أهم المنابر الاقتصادية في إسرائيل أن ميزانية عام 2025 بُنيت على افتراضات اقتصادية مستقرة ولم تتضمن بنودًا كافية للتعامل مع حرب طويلة الأمد ضد دولة بحجم إيران وهو ما يجعل أهداف الحكومة الاقتصادية في مهب الريح.
ارتفاع العجز المالي و"ضياع" أهداف الميزانية
بحسب تقديرات الصحيفة، واستنادًا إلى تصريحات سابقة لوزارة المالية الإسرائيلية، فإن تكلفة العمليات العسكرية المستمرة واستدعاء الاحتياط والتجهيزات الأمنية والطوارئ، ستدفع العجز المالي إلى تجاوز الهدف المقرر له هذا العام والبالغ 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتوقعت الصحيفة أن استمرار العملية العسكرية يعني استحالة الوفاء بالخطط المالية المعتمدة مما سيجبر الحكومة على إعادة فتح ملفات الموازنة وإجراء تعديلات جذرية قد تشمل تقليص الإنفاق في قطاعات مدنية أساسية، أو فرض ضرائب جديدة.
ضغط متزايد على الاقتصاد
علي صعيد أخر قال محللون اقتصاديون إلى أن الحرب مع إيران تحمل تكلفة اقتصادية باهظة على إسرائيل تفوق التحديات العسكرية وحدها، إذ تؤدي إلى هروب رؤوس الأموال وتقلص الاستثمارات، وتراجع ثقة الأسواق المحلية والعالمية في استقرار الاقتصاد الإسرائيلي.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الضغوط المتزايدة على الشيكل (العملة المحلية)، وارتفاع أسعار الطاقة، وتراجع حركة التصدير نتيجة التوتر الإقليمي، كلها عوامل ستضاعف التأثير السلبي على موازنة الدولة.
دعوات لمراجعة شاملة للموازنة
في ظل هذه المعطيات، بدأت دوائر اقتصادية في إسرائيل بمناشدة الحكومة بضرورة إعادة تقييم خطة الإنفاق العام بشكل فوري، تحسبًا لانزلاق البلاد نحو أزمة مالية أكثر عمقًا، في وقت يواجه فيه المواطن الإسرائيلي بالفعل ارتفاعًا في الأسعار وتحديات معيشية منذ بداية الحرب على غزة ثم التصعيد مع إيران.
إسرائيل امام خيارين مرحلة تقشف جديدة أو مديونية مرتفعة تتطلب سنوات لمعالجتها
وتُعد هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا للحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، والتي تواجه تحديًا مركبًا بين متطلبات الأمن القومي وتكاليف الحرب من جهة، وضغوط الداخل الاجتماعي والاقتصادي من جهة أخرى.
وفي ختام تقريرها، شددت صحيفة "جلوبس" على أن المفاجأة الاقتصادية الأهم ليست في تكلفة الهجوم وحدها، بل في تداعياته طويلة المدى على ملامح الاقتصاد الإسرائيلي الذي قد يُجبر على الدخول في مرحلة تقشف جديدة أو مديونية مرتفعة تتطلب سنوات لمعالجتها.