الصراع يتجاوز الخطوط الحمراء
ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإيراني في بات يام إلى 9 ومئات المصابين تحت الأنقاض

أعلنت "القناة 14" العبرية عن انتشال جثمانين جديدين من تحت أنقاض مبنى منهار في مدينة بات يام الإسرائيلية جراء القصف الإيراني الليلي، ما يرفع حصيلة القتلى في هذا الموقع إلى 9 مستوطنين.
وأشارت القناة إلى أن عدد الضحايا منذ بداية الهجمات الإيرانية على إسرائيل قد ارتفع إلى 16 قتيلاً في ظل استمرار عمليات البحث عن مفقودين، وسط مشاهد وصفتها السلطات المحلية بـ"الكارثية وغير المسبوقة" من حيث حجم الدمار والخسائر البشرية.
تفاصيل القصف الأيراني على بات يام
وكانت ليلة السبت الماضي مختلفة في بات يام وهي مدينة ساحلية قريبة من تل أبيب عندما سقط صاروخ باليستي إيراني بشكل مباشر على مبنى سكني مكون من 10 طوابق، ما أدى إلى انهيار أجزاء كبيرة منه، وتدمير واجهاته السفلية والعلوية في وقت واحد .
وقال تقرير للشرطة الإسرائيلية إن عدد المصابين يتراوح بين 180 و275 شخصاً، من بينهم 6 حالات خطيرة على الأقل، بينما ما بين 20 و35 شخصًا ما زالوا في عداد المفقودين، في وقت تعمل فيه فرق الإنقاذ على مدار الساعة لانتشال العالقين تحت الركام.
دمار واسع وتضرر 61 مبني بينهم مباني دمرت بالكامل
وكشفت السلطات المحلية فيمدينة بات يام أكدت أن ما لا يقل عن 61 مبنى تضرر جراء الصاروخ الإيراني المباشر، منها 6 إلى 7 مبانٍ دُمّرت بالكامل وهو ما يُعدّ أكبر عملية تدمير تشهدها المدينة منذ تأسيسها.
المشهد في بات يام ومدينة رحفوت المجاورة يعكس حجم الهجوم الإيراني المفاجئ، الذي جاء ضمن وابل من عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي أُطلقت باتجاه وسط إسرائيل، واستهدفت مواقع مدنية وعسكرية في آن واحد.
استهداف بن جوريون وميناء حيفا
وفي تطور متزامن - تعرّض مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب وميناء حيفا لضربات صاروخية مباشرة، ضمن رشقة جديدة من الهجمات الإيرانية مساء يوم الأحد. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نحو 30 صاروخًا أُطلقوا في الهجمة الأخيرة وحدها، بعضها اعترضته منظومة "القبة الحديدية"، فيما سقطت أخرى في مناطق مأهولة.
حرب مفتوحة وقلق دولي وأستهداف مناطق داخل العمق الإسرائيلي
وتشير هذه التطورات إلى دخول الصراع بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري المباشر لا سيما مع اتساع رقعة الاستهداف إلى مناطق استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي.
وتزامنًا مع تصاعد الضربات، تتزايد المخاوف الدولية من تحول المواجهة إلى حرب شاملة قد تشمل أطرافًا إقليمية أخرى، مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات المسلحة في العراق وسوريا واليمن، في ظل غياب أي مؤشرات على وجود نوايا للتهدئة أو الحوار.
نقلة نوعية في المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب
ويري المراقبون أن الهجوم الإيراني على بات يام وما سبقه وتلاه من استهدافات دقيقة، يمثل نقلة نوعية في المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب ويؤكد أن المعركة لم تعد حرب ظل أو عبر وكلاء، بل باتت مواجهة مفتوحة تخترق الخطوط الحمراء للطرفين. وفي الوقت الذي تحصي فيه إسرائيل خسائرها و يبدو حسب رؤية المراقبيين أن ردود الفعل الإسرائيلية قد تتجاوز نطاق الدفاع مما ينذر بأيام دامية قادمة في الشرق الأوسط.