حرب بدون وكلاء معتادون
الحرس الثوري الإيراني يعلن تنفيذ هجمات واسعة على عشرات الأهداف داخل إسرائيل

أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الجمعة 13 يونيو 2025، أنه نفّذ هجمات واسعة استهدفت عشرات الأهداف داخل إسرائيل، وذلك ردًا على الضربات الإسرائيلية العنيفة التي طالت منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية فجر الجمعة، في ما وُصف بأنه "الهجوم الأكبر على الأراضي الإيرانية منذ عقود".
بيان الحرس الثوري: الرد بدأ... ولن يتوقف
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري في بيان رسمي بثّته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية:
"القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري نفذت بنجاح عملية مشتركة استهدفت عشرات المواقع الإسرائيلية العسكرية والاستراتيجية، ضمن المرحلة الأولى من الرد على العدوان الصهيوني السافر".
وأضاف البيان أن هذه الهجمات الصاروخية والمسيرة تمثل بداية لسلسلة ردود "موجعة" ستطال العمق الإسرائيلي إذا استمرت الاعتداءات.
خلفية الهجوم: أكبر ضربة إسرائيلية لإيران منذ الثورة
وكانت إسرائيل قد شنت ست موجات جوية فجر الجمعة، استهدفت منشآت نووية، أبرزها منشأة نطنز للتخصيب، بالإضافة إلى مقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني وقواعد للصواريخ الباليستية. وأسفرت تلك الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 20 قائدًا عسكريًا وعالمًا نوويًا، بينهم رئيس هيئة الأركان، وقائد سلاح الجو في الحرس الثوري، بحسب وكالة رويترز.
تحليل: ضربة ذات بُعد رمزي واستراتيجي
يرى خبراء عسكريون أن استهداف عشرات الأهداف داخل إسرائيل دفعة واحدة يحمل رسالة مزدوجة:
-
عسكرية: تثبيت قدرة إيران على الوصول إلى العمق الإسرائيلي رغم التهديدات.
-
سياسية: الرد الإيراني ليس آنيًا فقط، بل يحمل طابعًا ردعيًا مستقبليًا، ويضع قواعد اشتباك جديدة في المنطقة.
ردود فعل أولية داخل إسرائيل
بالتزامن مع بيان الحرس الثوري، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن وقوع أكثر من 9 انفجارات داخل إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية، وسجّلت إصابة 22 شخصًا، بينهم حالتان خطيرتان. كما أكدت مصادر أمنية وقوع أضرار قرب مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وسط استنفار شامل للجبهة الداخلية، وإعلان تعطيل المدارس وإغلاق التجمعات العامة.
هل نحن أمام حرب شاملة؟
وفقًا لتصريحات مسؤولين إيرانيين، فإن هذه الضربة ما هي إلا "بداية الرد"، بينما أكدت مصادر إسرائيلية لموقع "أكسيوس" أن القوات الأمريكية شاركت في التصدي للهجوم الإيراني، في إشارة إلى دخول الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في المواجهة.
وفيما تتصاعد نيران التصعيد، قال المرشد الإيراني علي خامنئي:
"إسرائيل هي من بدأت الحرب، ولن يكون ردنا محدودًا. سندفعهم ثمن كل دماء شهدائنا".
الشرق الأوسط على حافة الانفجار
البيان الصادر عن الحرس الثوري الإيراني لا يترك مجالًا للتأويل: طهران قررت خوض المواجهة بجرأة غير معهودة، وتحولت من استراتيجية "الرد الموكل إلى الوكلاء" إلى الرد المباشر من الدولة إلى الدولة.