تعرف علي صاحبة مشرو ع قوافل الأغاثة- جيلا جملئيل وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية السابقة -ليبية الاصل- تفاصيل

جيلا جملئيل وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية السابقة هي وواحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في السياسة الإسرائيلية عادت للواجهة من جديد بعد كشف تفاصيل دورها المبكر في صياغة ما اعتبر لاحقا أول خطة ممنهجة لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء تحت غطاء إنساني حيث تُعد صاحبة المبادرة الأولى لمشروع قافلة الإغاثة البرية الذي طرح كخطة إجلاء ضمنية لسكان غزة بحجة تخفيف المعاناة الإنسانية
من أصول ليبية هاجرت الي أسرائيل ومن من أبرز الوجوه النسائية في حزب الليكود
ولدت جيلا جملئيل في مدينة رحوفوت جنوب إسرائيل لعائلة مزدوجة الجذور حيث ينحدر والدها من أصل يمني بينما تنتمي والدتها إلى الجالية اليهودية الليبية وتعد من أوائل النساء الشرقيات اللواتي اقتحمن الساحة السياسية الإسرائيلية من بوابة حزب الليكود اليميني واستطاعت خلال سنوات قليلة أن تصبح من أبرز الوجوه المؤثرة في الحزب
بدأت جملئيل حياتها المهنية بالخدمة العسكرية حيث عملت كرقيب في سلاح الطيران التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي وهو ما منحها فرصة مبكرة للتعرف على هيكلية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وطبيعة العلاقات بين السلطة السياسية والمؤسسة العسكرية
بعد انتهاء خدمتها التحقت بجامعة بن غوريون في النقب حيث درست التاريخ وحصلت على درجة البكالوريوس ثم تابعت دراستها العليا في مجال الفلسفة لتحصل على درجة الماجستير وشهدت سنوات الدراسة بداية انخراطها في النشاط العام حيث انتُخبت رئيسة لاتحاد الطلبة في الجامعة وهو منصب عزز مكانتها وشخصيتها القيادية
انضمت جملئيل مبكرا إلى حزب الليكود وشاركت في انتخابات الحزب عام 1999 لتحقق المركز الخامس والعشرين على قائمة مرشحيه وهي نتيجة اعتُبرت حينها إنجازا لشابة شرقية تنتمي إلى عائلتين من المهاجرين اليهود من الدول العربية
اول مشروع تهجير قسري طرحتة مكتوب جيلا جملئيل في عام 2023
في عام 2023 طرحت جملئيل أول تصور مكتوب لما وصفته بالخطة الإنسانية لإجلاء سكان قطاع غزة إلى مناطق آمنة وقد اقترحت في حينه نقل سكان القطاع إلى صحراء سيناء المصرية مع توفير بنية تحتية ومخيمات مؤقتة بتمويل دولي وهي الخطة التي أثارت استنكارا واسعا في الأوساط الحقوقية والإقليمية باعتبارها تندرج تحت سياسة التهجير القسري
خطة إنسانية لإخلاء المدنيين من مناطق الحرب
الخطة التي طرحتها جملئيل لم تكن مجرد فكرة نظرية بل تم تضمينها في وثيقة رسمية قدمت لوزارة الخارجية الإسرائيلية بهدف تسويقها على المستوى الدولي كخطة إنسانية لإخلاء المدنيين من مناطق الحرب غير أن المشروع قوبل برفض قاطع من مصر التي أكدت مرارا وتكرارا رفضها لأي محاولات لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم
واجب ديني وإنساني تجاه المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للحصار والدمار
جيلا جملئيل لم تتوقف عند حدود المبادرات السياسية بل سعت لتوظيف البعد الديني في خطابها عبر إطلاق تصريحات مثيرة للجدل دعت فيها المسلمين حول العالم للضغط على حكوماتهم من أجل إخلاء سكان غزة وفتح الأبواب أمامهم معتبرة أن ذلك واجب ديني وإنساني تجاه المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للحصار والدمار
تحويل الخطاب الديني الإسلامي إلى أداة ضغط على الدول العربية
ويرى مراقبون أن هذا التوجه يحمل أبعادا خطيرة لأنه يسعى لتحويل الخطاب الديني الإسلامي إلى أداة ضغط على الدول العربية والإسلامية بهدف تمرير مشروع التهجير من خلال غطاء إنساني مزيف وهو ما يثير مخاوف من محاولة إسرائيلية ممنهجة لتفريغ القطاع من سكانه وإعادة تشكيل الواقع الديمجرافي فيه
دعت ا إلى إلغاء حق العودة ورفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة
جملئيل التي اعتادت إثارة الجدل داخل الكنيست وخارجه عُرفت بمواقفها الصارمة تجاه الملف الفلسطيني وقد دعت مرارا إلى إلغاء حق العودة ورفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة كما سعت إلى تعزيز مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية واعتبرت أن السيطرة الأمنية والعسكرية الكاملة على غزة ضرورة استراتيجية لأمن إسرائيل
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات من تبني مشاريع تهجير جماعي تحت مسميات إنسانية يسلط الدور الذي لعبته جيلا جملئيل الضوء على طبيعة التفكير داخل بعض الدوائر السياسية في إسرائيل والتي ترى أن الحل لا يكمن في التفاوض أو التسوية السياسية بل في إعادة رسم خريطة التوزيع السكاني على الأرض
مشروع قافلة الإغاثة البرية بأنه مجرد واجهة لمخطط أكبر يهدف إلى إفراغ غزة
وقد وصف عدد من المراقبين مشروع قافلة الإغاثة البرية بأنه مجرد واجهة لمخطط أكبر يهدف إلى إفراغ غزة تدريجيا من سكانها ودفعهم نحو الهجرة الجماعية خاصة بعد ما كشفت تقارير إسرائيلية عن تحركات داخلية لإعادة إحياء هذا المشروع في ظل استمرار العمليات العسكرية والضغوط الإنسانية على المدنيين في القطاع
جيلا جملئيل ورغم خروجها من الحكومة لا تزال مؤثرة داخل حزب الليكود وتحظى بعلاقات قوية مع القيادات اليمينية الداعمة للمشروع الصهيوني التقليدي القائم على السيطرة والتوسع وهو ما يجعل أفكارها وتصوراتها حاضرة بقوة في صناعة القرار الإسرائيلي خاصة في القضايا ذات الطابع الأمني والديمغرافي
لا يجب فهم المشاريع الإنسانية بمعزل عن الأهداف السياسية والأمنية التي تسعى إلى فرض وقائع
ومع تصاعد التوتر في قطاع غزة يبقى الدور الذي لعبته جملئيل في السنوات الماضية نقطة مفصلية في فهم الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة المدى تجاه القطاع حيث لا تُفهم المشاريع الإنسانية بمعزل عن الأهداف السياسية والأمنية التي تسعى إلى فرض وقائع جديدة على حساب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني