خلاف داخل القيادة الإسرائيلية بشأن مهاجمة إيران وتحذيرات من التحرك دون تنسيق أمريكي

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم بأن خلافا كبيرا نشب داخل القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بشأن تنفيذ ضربة عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية حيث أشارت القناة العبرية الثالثة عشرة إلى وجود تباينات حادة في وجهات النظر بين المسؤولين الأمنيين والسياسيين حول مدى جاهزية إسرائيل للقيام بعمل عسكري منفرد دون تنسيق مع الولايات المتحدة
تل أبيب لا تستطيع التحرك بمفردها ضد طهران
وبحسب التقرير فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير قدم موقفا واضحا خلال جلسات أمنية مغلقة عقدت مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأكد فيها أن تل أبيب لا تستطيع التحرك بمفردها ضد طهران وأن أي هجوم يجب أن يكون منسقا بالكامل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وأضافت القناة أن النقاشات داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الكابينيت ما زالت مستمرة لبحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والتصعيد المتزايد في الملف الإيراني بالتزامن مع تعثر المحادثات النووية التي يقودها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف
مستقبل التنسيق الاستخباراتي بين تل أبيب وواشنطن
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن اجتماع مرتقب سيعقد غدا في إحدى الدول الأوروبية ويضم كلا من ويتكوف ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ووزير الشؤون الاستراتيجية حيث سيتناول اللقاء ملفات أمنية بالغة الحساسية تتعلق بقدرات إيران وبرنامجها النووي إضافة إلى مستقبل التنسيق الاستخباراتي بين تل أبيب وواشنطن
وفي ظل تصاعد التوترات نقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي أن الفجوة لا تزال كبيرة بين واشنطن وطهران فيما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم والإجراءات اللازمة للوصول إلى اتفاق دبلوماسي يرضي جميع الأطراف ما يعزز من احتمالية حدوث تصعيد عسكري إذا ما فشلت المفاوضات بشكل نهائي
الحصول على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية
السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي أدلى بتصريحات مهمة في هذا السياق حيث قال إن السيناريو القائم حاليا لا يرجح قيام إسرائيل بهجوم عسكري على إيران دون الحصول على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية مشددا على أن أي تحرك منفرد من شأنه أن يدخل المنطقة في دوامة من العنف غير المحسوب
وتشير التحليلات إلى أن موقف رئيس الأركان الإسرائيلي يعكس قلقا عسكريا حقيقيا من قدرة إيران على الرد بقوة في حال تعرضها لهجوم خاصة في ظل التقارير الاستخباراتية التي تؤكد امتلاك طهران لترسانة صاروخية متطورة قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي بالإضافة إلى قواعد أمريكية في الخليج
تحذيرات أمريكية سابقة من حجم الخسائر لدولة الأحتلال
ويأتي هذا الانقسام الداخلي في إسرائيل بالتزامن مع تحذيرات أمريكية سابقة كشفت عنها وكالة أكسيوس والتي أكد فيها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن أي ضربة إسرائيلية على إيران قد تؤدي إلى ردود فعل كارثية وتسبب خسائر بشرية كبيرة لا تستطيع الدفاعات الجوية الإسرائيلية صدها بالكامل
وفي الوقت الذي يسود فيه الترقب لمآلات الاجتماع الأمني في أوروبا يظل السؤال الأهم هو هل ستتمكن الجهود الدبلوماسية من تفادي التصعيد أم أن المنطقة تتجه نحو مواجهة عسكرية محتملة تحمل في طياتها تداعيات إقليمية ودولية غير مسبوقة