من هو عز الدين الحداد ”شبح القسام” وخليفة السنوار المتوقع في قيادة حركة حماس؟

كشفت تقارير إعلامية غربية عن اسم الشخصية المرشحة لقيادة الحركة بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت كبار قادتها حيث أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلى أن القائد القادم للحركة هو عز الدين الحداد قائد لواء غزة المعروف بلقب شبح كتائب القسام
ويعد الحداد ثالث شخصية تتولى قيادة حماس خلال سبعة أشهر فقط في ظل استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت أبرز رموز الحركة وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد السنوار الذين كانا يديران شؤون الحركة منذ سنوات طويلة
من الشخصيات الأمنية الغامضة داخل حركة حماس
الحداد البالغ من العمر خمسة وخمسين عاما يعد من الشخصيات الأمنية الغامضة داخل حركة حماس وقد برز اسمه بقوة عقب اغتيال السنوار حيث أصبح بحسب مصادر مقربة هو المسؤول الفعلي عن إدارة العمليات اليومية والتخطيط العسكري داخل غزة
الصحيفة الأمريكية أكدت أن عز الدين الحداد لعب دورا محوريا في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر والذي أسفر عن تداعيات غير مسبوقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما كشفت شهادة أحد الرهائن الذين تم الإفراج عنهم أن الحداد كان يحتفظ بصور الرهائن على هاتفه وكان يتعامل معهم في البداية بلطف قبل أن يتغير سلوكه بعد مقتل ابنه صهيب في غارة إسرائيلية
تمكن الحداد من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد بعضهم تلقى تدريبا محدودا
ورغم الضربات القاسية التي تعرضت لها الحركة أكدت تقارير استخباراتية أن الحداد تمكن من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد بعضهم تلقى تدريبا محدودا أو اكتفى بمنشورات مكتوبة لشرح استخدام الأسلحة وذلك في ظل تراجع القدرات التنظيمية والعسكرية بعد فقدان قيادات الصف الأول
داعم لصفقة تبادل الأسرى التي جرى التفاوض حولها في يناير الماضي
وفي المقابل تميزت شخصية الحداد بطابع براغماتي يختلف عن الأخوين السنوار حيث ذكرت وول ستريت جورنال أنه كان من الداعمين لصفقة تبادل الأسرى التي جرى التفاوض حولها في يناير الماضي كما ضغط على قيادة الحركة للقبول بالاتفاقات المرحلية التي تضمن تمديد الهدنة وإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى
ورغم هذا الانفتاح النسبي إلا أن الحداد لا يزال متمسكا بالموقف الأساسي لحركة حماس والذي يشترط أي تسوية أو صفقة بوقف الحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وهو ما يعكس توازن الحداد بين الواقعية السياسية والالتزام الصارم بأهداف الحركة
ويثير صعود الحداد إلى واجهة القيادة تساؤلات حول شكل المرحلة القادمة من عمر حماس خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية وتغير خريطة المواجهة في غزة ويقول مراقبون إن الحداد قد يمثل انتقالا نحو قيادة أكثر مرونة لكنها لن تتخلى عن الثوابت الجوهرية التي قامت عليها الحركة منذ تأسيسها
الحداد اصبح الرجل الأقرب لإعادة صياغة شكل حماس خلال المرحلة المقبلة
من جهة أخرى يراقب المجتمع الدولي والدول الوسيطة في ملف التهدئة هذا التحول في قيادة حماس لما له من تأثير مباشر على مسار المفاوضات الخاصة بإعادة الإعمار وملف الأسرى ووقف إطلاق النار
ويبدو أن عز الدين الحداد الذي يلقبه البعض في غزة بشبح القسام بات الرجل الأقرب لإعادة صياغة شكل حماس خلال المرحلة المقبلة سواء في بنيتها التنظيمية أو خطابها السياسي وسط مشهد إقليمي ودولي معقد ومفتوح على جميع الاحتمالات