خطاب امريكي يحذر الحكومات من مشاركة الأمم المتحدف في مؤتمر حل الدولتين

كشفت برقية دبلوماسية مسرّبة حصلت عليها وكالة "رويترز" عن تحذير رسمي من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجّه إلى عدد من حكومات العالم تطالبهم بعدم المشاركة في مؤتمر دولي تعقده الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل لمناقشة مستقبل حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين
تحدٍ مباشر" للسياسة الخارجية الأمريكية
ووفقًا للبرقية التي تحمل تاريخ 10 يونيو 2025 فقد شددت واشنطن على أن أي خطوات أو مواقف مناهضة لإسرائيل قد تصدر عن المؤتمر المرتقب ستُعد بمثابة "تحدٍ مباشر" للسياسة الخارجية الأمريكية وحذّرت من أن الدول التي تشارك في المؤتمر أو تدعم مخرجاته قد تواجه عواقب دبلوماسية غير محددة
وكررت الإدارة الأمريكية في البرقية ذاتها موقفها الرافض لأي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية مفترضة معتبرة أن مثل هذه الخطوات تُقوّض العملية التفاوضية وتشكل عقبة حقيقية أمام مسار السلام القائم على المفاوضات المباشرة بين الطرفين
صمت أمريكي وتجاهل لما نشر عن البرقية
ورغم أهمية ما ورد في البرقية لم تُصدر وزارة الخارجية الأمريكية حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي محتوى الوثيقة
في المقابل خرج رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيلمون يانغ بتصريحات تعكس موقفًا مغايرًا تمامًا حيث وصف المؤتمر الدولي المقرر عقده في نيويورك بين 17 و20 يونيو الجاري بأنه "فرصة حاسمة" لرسم مسار لا رجعة فيه نحو تنفيذ حل الدولتين الذي طال انتظاره
الحل هو أقامة دولتين
وأكد يانغ أن استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن أن يجد طريقه إلى الحل عبر القوة أو الاحتلال بل من خلال إقامة دولتين مستقلتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام وكرامة مشيرًا إلى أن هذا الطموح لا يزال يمثل حجر الزاوية في التوافق الدولي منذ أكثر من سبعة عقود
وأشاد رئيس الجمعية العامة بالأمم المتحدة بالدور الذي تلعبه كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في تنظيم هذا المؤتمر باعتبارهما رئيسين مشاركين في الجلسات التحضيرية والحوارات السياسية الجارية قبيل انعقاده
وأوضح يانغ أن الجمعية العامة دعت منذ أكثر من 70 عامًا إلى حل الدولتين ولا تزال تؤكد على هذا التوجه في جميع قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية وهو ما يمنح المؤتمر المرتقب ثقلًا سياسيًا وأمميًا لا يمكن تجاهله
انحيازً أمريكي واضحًا للمواقف الإسرائيلية
ويرى مراقبون أن التحذير الأمريكي يكشف عن استمرار واشنطن في اتباع نهج متشدد في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل إدارة ترامب التي تُظهر انحيازًا واضحًا للمواقف الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق برفض أي خطوات أحادية لصالح الفلسطينيين أو تحركات دولية لا تمر عبر القنوات الأمريكية
كما أن موقف الأمم المتحدة يعكس إصرارًا أمميًا على إعادة إحياء مسار المفاوضات على أسس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وهو ما قد يؤدي إلى صدام سياسي ودبلوماسي مفتوح بين الولايات المتحدة وبعض الدول الداعمة لحل الدولتين في حال استمرار واشنطن في محاولات العرقلة
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة يبقى مؤتمر نيويورك المرتقب اختبارًا حقيقيًا لإرادة المجتمع الدولي في الدفع نحو تسوية شاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأكيد الالتزام بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية