صدمة في غزة
وحدة سهم التابعة لحماس تقوم بأعدام 12 عنصرا من ميليشيا أبو شباب المتعاونة مع إسرائيل

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم بأن وحدة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة والمرتبطة بحركة حماس نفذت حكم الإعدام بحق 12 عنصرا من جماعة مسلحة تُعرف باسم "عصابة أبو شباب" وهي ميليشيا كانت تعمل بشكل علني بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي
تنفيذ حكم الإعدام في شارع الإسطبل قرب منطقة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس
ووفق ما نشرته صحيفة "معاريف" العبرية فقد تم تنفيذ حكم الإعدام في شارع الإسطبل قرب منطقة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع حيث تم إعدام العناصر المشتبه بهم ميدانيا في مشهد صادم تداوله نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وقنوات فلسطينية على تطبيق "تلغرام" وأظهر مقاطع لجثث ملقاة على الأرض وسط حضور شعبي واسع بينما لم يتسن التحقق من صحة المقاطع من مصادر مستقلة حتى الآن
العصابة عدد من الأفراد المعروفين بتورطهم في أنشطة إجرامية من بينها تهريب المخدرات
البيانات الإعلامية الإسرائيلية أكدت أن من تم إعدامهم كانوا ينتمون لما يُعرف بـ"عصابة ياسر أبو شباب" والتي جرى تشكيلها برعاية مباشرة من جهاز الشاباك الإسرائيلي بهدف العمل كميليشيا محلية بديلة في غزة في حال ضعف أو انهيار حكم حركة حماس
وتعود جذور هذه العصابة إلى عدد من الأفراد المعروفين بتورطهم في أنشطة إجرامية من بينها تهريب المخدرات والسرقات وجرائم العنف داخل القطاع وقد أشارت التقارير إلى أن معظم عناصر العصابة ينتمون إلى عائلة واحدة وأن اختيارهم من قبل الشاباك الإسرائيلي تم بناء على سجلهم الإجرامي وسهولة توظيفهم في مهام تجسسية وميدانية تخدم المصالح الإسرائيلية
زعيم العصابة يدعي في فيديو التنسيق مع السلطة الفلسطينية
وكان ياسر أبو شباب قائد المجموعة قد ظهر سابقًا في فيديو بثه من داخل إحدى المناطق التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية في القطاع ليعلن أن جماعته تسيطر على "مناطق محررة من حماس" وأنهم يعملون بتنسيق مباشر مع السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات وحماية المدنيين بحسب قوله مشيرا إلى أن وجودهم تحت الاحتلال الإسرائيلي لم يكن خيارا بل فرضته الظروف على حد تعبيره
ورغم هذا الدعم الإسرائيلي المعلن فإن بعض القادة في الجيش الإسرائيلي لا يظهرون حماسة حقيقية لتبني هذا النموذج الأمني حيث يرونه مجرد خطوة تكتيكية محدودة الفعالية ولا تحمل بعدا استراتيجيا حقيقيا خاصة في ظل محدودية عدد أفراد العصابة وقلة تسليحهم حسب ما نشرته الصحف العبرية
طائرة بدون طيار لمساندة عصابة أبوشباب
وفي سابقة هي الأولى من نوعها قامت إسرائيل بإرسال طائرة بدون طيار هجومية لمساندة ميليشيا أبو شباب عندما تعرضت لهجوم من عناصر تابعة لحماس في أحد المواقع جنوب القطاع حيث تم قصف أربعة من عناصر حماس بشكل مباشر في محاولة لحماية حلفاء تل أبيب الجدد في غزة
وفي رد ميداني سريع أعلنت عصابة أبو شباب عن تنفيذ أول عملية هجومية ضد عناصر أمن حماس فجر الثلاثاء في منطقة خان يونس حيث دارت اشتباكات قرب حدود مدينة رفح بين الطرفين ما يعكس حالة الانفلات الأمني والصراع الداخلي المتصاعد
تحول الخلافات السياسية إلى مواجهات دموية على الأرض وتحاول قوى إقليمية ودولية إعادة تشكيل المشهد الداخلي الفلسطيني
وفي الوقت الذي تشهد فيه غزة حالة من الفوضى والانقسامات العميقة تأتي هذه التطورات لتسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي تهدد النسيج الداخلي للقطاع حيث تتحول الخلافات السياسية إلى مواجهات دموية على الأرض وتحاول قوى إقليمية ودولية إعادة تشكيل المشهد الداخلي الفلسطيني وفق أجندات خاصة
تتشابك الحسابات الأمنية والسياسية والاستخباراتية
تجدر الإشارة إلى أن هذا التصعيد الأمني يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر ما أسفر عن استشهاد الآلاف وتدمير واسع للبنية التحتية ويبدو أن إسرائيل تسعى لاختبار نماذج أمنية بديلة لحكم حماس عبر مجموعات موالية وممولة وهو ما قوبل برد فعل عنيف من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للحركة التي ترى في ذلك تهديدا مباشرا لسيادتها ونفوذها
في المجمل تكشف هذه الحادثة عن خطورة المرحلة القادمة في غزة حيث تتشابك الحسابات الأمنية والسياسية والاستخباراتية في مشهد معقد يتطلب تدخلا عاجلا من القوى الوطنية الفلسطينية لإعادة ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن منطق التصفية والعمالة والانقسام