توغل إسرائيلي مفاجئ في ريف القنيطرة.. قرية القحطانية تحت الحصار وسط صمت دولي

ذكرت مصادر محلية وإعلامية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت صباح اليوم الأربعاء توغلًا محدودًا داخل قرية القحطانية التابعة لريف القنيطرة، وسط حالة من التوتر والذعر بين السكان.
وذكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية أن آليات عسكرية إسرائيلية مدعومة بجنود مشاة اجتازت السياج التقني قرب الجولان المحتل، ودخلت إلى الأطراف الشرقية من قرية القحطانية، في خطوة اعتبرها مراقبون "تصعيدًا مباشرًا في خاصرة الجنوب السوري".
إجراءات ترهيبية.. إطلاق نار وإنذارات عبر مكبرات الصوت
بحسب شهود عيان، قامت قوات الاحتلال بإطلاق النار في الهواء بكثافة أثناء انتشارها في شوارع القرية، لا سيما في محيط المدارس والمراكز الخدمية، في محاولة لإثارة الذعر ومنع أي تحرك مدني.
كما استخدم الجنود مكبرات الصوت لإجبار الأهالي على التزام منازلهم وعدم الخروج منها، وهو ما أثار موجة من الهلع، خاصة بين النساء والأطفال، وسط غياب تام لأي جهة أممية أو مراقبين دوليين.
الوضع الأمني في المنطقة مرشح للانفجار في أي لحظة
وأكدت مصادر ميدانية أن التوغل لم يسفر حتى الآن عن اشتباكات مباشرة، لكن الوضع الأمني في المنطقة مرشح للانفجار في أي لحظةفي ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في الأجواء المحاذية لبلدة خان أرنبة وجباتا الخشب.
سوريا تندد.. وتصف ما حدث بـ"الخرق الفاضح للقانون الدولي"
في أول رد رسمي، أدانت السلطات السورية بشدة هذا التصعيد الخطير، واعتبرت أن ما جرى في القحطانية "يمثل خرقًا واضحًا للقرار 350 لمجلس الأمن الخاص باتفاق فض الاشتباك لعام 1974"، والذي ينص على احترام خطوط التماس ووقف الأعمال العدائية بين الطرفين.
وأشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، إلى أن ما قامت به إسرائيل يعد عملًا عدائيًا جديدًا يعكس سياساتها التوسعية واستغلالها لانشغال المجتمع الدولي بالصراعات الإقليمية.
رسائل إسرائيلية بالنار.. وقلق من التصعيد في الجنوب السوري
يرى مراقبون أن هذا التوغل الإسرائيلي يحمل رسائل سياسية وأمنية مزدوجة، قد تكون مرتبطة بالتطورات الجارية على الجبهة اللبنانية، وكذلك بالتحركات العسكرية في الجولان السوري المحتل.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد أكرم خليل، إن "إسرائيل تسعى عبر هذه التحركات إلى اختبار مدى الجاهزية السورية في الجنوب، وفي الوقت ذاته إرسال إشارات إلى الأطراف الدولية والإقليمية بأنها قادرة على التصرف في مناطق النزاع متى شاءت".
الأهالي في مرمى التهديد.. والمخاوف تتصاعد
أعرب العديد من سكان قرية القحطانية عن مخاوفهم من تكرار مشاهد التهجير القسري والاعتقالات العشوائية التي شهدتها بعض قرى الجولان قبل عقود، مؤكدين أنهم يعيشون تحت تهديد مباشر منذ الساعات الأولى لهذا التوغل.
ووفقًا لتقارير حقوقية محلية، فإن المدارس أُغلقت بشكل فوري، كما فُرض حظر غير معلن للتجول في القرية، وسط شلل تام للحياة اليومية.
المجتمع الدولي.. غائب كليًا عن مايحدث علي الأراضي السورية
رغم خطورة التصعيد، لم تُسجّل حتى الآن أي إدانة من قبل الأمم المتحدة أو القوى الكبرى، الأمر الذي يعكس بحسب محللين استمرار سياسة الكيل بمكيالين تجاه الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية.
وتطالب دمشق الجهات الدولية بسرعة التدخل، وتحميل الاحتلال كامل المسؤولية عن أي تداعيات محتملة قد تنتج عن هذه الخطوة الاستفزازية، التي قد تُفجّر جبهة الجنوب في أي لحظة.
الجنوب السوري على صفيح ساخن
يمثل التوغل الإسرائيلي في قرية القحطانية نقطة تحول مقلقة في المشهد الأمني لريف القنيطرة، ويعيد طرح تساؤلات حول أهداف إسرائيل في سوريا، ومدى احتمالية انزلاق المنطقة إلى مواجهة جديدة، في وقت تزداد فيه سخونة الملفات الإقليمية والدولية.
وفي ظل الغياب الدولي المستمر، يبقى الأهالي وحدهم في مواجهة رعب الحرب، متشبثين بأمل ألا تتحول قراهم إلى ساحة صراع جديدة في نزاع لم تنتهِ فصوله بعد.