نونو مينديز يُسقط لامين يامال ويقود البرتغال إلى المجد في ليلة أوروبية لا تُنسى

في قمة أوروبية حبس فيها العالم أنفاسه، كانت كل الأنظار موجهة إلى النجم الإسباني الواعد لامين يامال، إلا أن البطل الحقيقي في موقعة نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025 لم يكن إلا البرتغالي نونو مينديز، الذي قدّم أداءً دفاعيًا وهجوميًا استثنائيًا، وقاد منتخب بلاده للفوز على إسبانيا بركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 2-2.
مواجهة الأشقاء.. وتفوق برتغالي خالص
جاءت المواجهة بين البرتغال وإسبانيا حاملةً طابعًا خاصًا، ليس فقط بسبب الجوار الجغرافي، بل لأنها كانت إعادة لاختبار السيطرة في القارة العجوز، خاصة بعد الأداء اللافت لإسبانيا في نصف النهائي أمام فرنسا.
ورغم تألق لامين يامال في الأدوار السابقة، فإن ظهوره في النهائي كان باهتًا، والفضل في ذلك يعود إلى الظهير البرتغالي نونو مينديز، الذي لم يمنح لاعب برشلونة الواعد أي فرصة للتنفس، وفرض عليه رقابة لصيقة أربكته طوال المباراة.
مينديز يخنق يامال.. ويتألق هجوميًا
لم يكن دور مينديز دفاعيًا فقط، بل ساهم هجوميًا أيضًا بتسجيل الهدف الأول وصناعة الهدف الثاني الذي وقّعه كريستيانو رونالدو برأسية رائعة، ليؤكد مينديز أنه ليس فقط أحد أفضل الأظهرة الدفاعية في أوروبا، بل أيضًا أحد مفاتيح اللعب الأكثر تأثيرًا في منتخب البرتغال.
حصل نونو على تقييم 8 من 10 من صحيفة "فوت ميركاتو" التي منحته لقب رجل المباراة، في وقت وصفت فيه صحيفة "أبولا" البرتغالية أداؤه بعبارة حاسمة:
"لقد وضع يامال في جيبه".
"الخوف" يطارد لامين لأول مرة
المحلل الإسباني الشهير سانتياغو كانيزاريس، حارس ريال مدريد الأسبق، علّق على أداء يامال قائلًا:
"للمرة الأولى أرى لامين يامال يلعب وهو يشعر بالخوف"،
في إشارة إلى التوتر الواضح على اللاعب الشاب الذي لم يجد حلاً للفكاك من كمّاشة مينديز.
حتى نونو نفسه علّق بتواضع على أدائه قائلاً:
"سبق أن واجهت لاعبين موهوبين مثل لامين.. اليوم كنت مطالبًا بمنعه من فعل ما يجيده، وقد نجحت".
في المقابل، واصل كريستيانو رونالدو، أسطورة البرتغال، كتابة فصول جديدة من التألق، بتسجيله هدفًا حاسمًا في النهائي، بعد مساهمة فعالة أيضًا في نصف النهائي أمام ألمانيا.
رغم بلوغه سن الأربعين، كان "الدون" هو القائد الملهم الذي رفع الكأس وسط مشهد احتفالي لم يغب عنه التأثر والاحترام.
خطف نونو مينديز الأضواء من الجميع
في نهائي طغت عليه الندية، خطف نونو مينديز الأضواء من الجميع وأسقط نجمًا بحجم لامين يامال، ليمنح البرتغال لقبًا جديدًا، ويثبت أن الكرة الحديثة لا تعترف بالأسماء، بل بالأداء والانضباط والروح.
وبينما كان العالم ينتظر هدفًا أو مهارة من لامين، ظهر له مينديز ككابوسٍ لم يُرد أن ينتهي.