نتنياهو يعترف
فضيحة تمويل مسلحين مشبوهين في غزة: تنظيم يقوده مجرم مدان بدعم مباشر من حكومة نتنياهو

كشفت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية عن تمويل مباشر قدمته حكومة بنيامين نتنياهو لتشكيل مسلح داخل القطاع، يقوده شخص يحمل سجلًا جنائيًا حافلًا، في إطار خطة قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تهدف لـ"إضعاف حركة حماس من الداخل".
ونقلت صحيفة The Times البريطانية وموقع الجزيرة نت عن مصادر أمنية وتقارير استخباراتية، أن الحكومة الإسرائيلية اعتمدت رسميًا دعمها لما يُسمى بـ"فصائل محلية مسلحة"، يتم تسليحها وتوجيهها لتنفيذ عمليات أمنية تحت غطاء مدني وإنساني، وهو ما وُصف في تقارير دولية بأنه "انزلاق خطير نحو عسكرة المجتمع الغزي عبر وكلاء مشبوهين".
الاعتراف المثير من نتنياهو: "نعم، نسلحهم"
وفي تصريح مثير للجدل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده تدعم تسليح بعض التشكيلات داخل غزة، معتبرًا أن ذلك جزء من استراتيجية تهدف إلى تقويض قدرات حماس. وأضاف، حين سُئل عن مخاطر دعم تشكيلات توصف بـ"العصابات"، قوله: "وماذا في ذلك؟ إنقاذ حياة الجنود الإسرائيليين يستحق هذا الخيار"، ما أثار موجة سخط داخلي غير مسبوقة، حتى داخل الأوساط الأمنية.
من هو قائد التنظيم؟ مدان بتهم مخدرات ومرتبِط بعنف منظم
بحسب التقارير، فإن التشكيل الجديد الذي تحظى قيادته بدعم من وزارة الأمن الإسرائيلية، يتزعمه شخص يُدعى "الشيخ ياسر أبو شباب"، والذي سبق أن قضى سنوات في السجن بتهم تهريب المخدرات والتورط في أعمال عنف وسرقة مساعدات إنسانية خلال الفوضى في غزة.
وبينما كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد صنفته في السابق كـ"شخصية خطرة"، أعادت نفس الحكومة تمكينه وتمويله، ما دفع بعض نواب الكنيست إلى القول: "نتنياهو صنع وحشًا بيديه، وسيصعب احتواؤه لاحقًا".
الأمم المتحدة تحذر: تمكين "عصابات مسلحة" سيهدد المجتمع المدني
من جهتها، أعربت مؤسسات حقوقية دولية ومكتب الأمم المتحدة في القدس عن "قلق بالغ" من دعم إسرائيل لمجموعات مسلحة غير رسمية داخل غزة. وقالت تقارير أممية إن هذه المجموعات تتلقى مساعدات إنسانية بإشراف إسرائيلي، لكنها تستخدمها لتعزيز نفوذها المحلي وفرض السيطرة بالقوة على السكان، في مخالفة صارخة للقانون الدولي.
وأكدت التقارير أن "مزيج السلاح والمساعدات والقيادة الإجرامية" ينذر بانفجار محتمل قد يُقوّض فرص الاستقرار داخل القطاع.
تحالفات على جمر الغضب.. ونتنياهو في مواجهة العاصفة
في الداخل الإسرائيلي، واجه نتنياهو هجومًا سياسيًا واسعًا من معارضيه الذين اعتبروا دعمه لهذه الجماعات "خيانة للمؤسسة العسكرية"، واتهموه بتسليح جماعات "قد ترتد على إسرائيل نفسها".
ورغم المكاسب الآنية التي تحققت على الأرض – كسيطرة الفصائل المدعومة على بعض المناطق في رفح وشرق القطاع – فإن التحليلات تُجمع على أن هذه النجاحات مؤقتة، وقد تتحول إلى فوضى أمنية أو حتى تشكيلات متمردة لاحقًا.
محاولة خطيرة لتفتيت القطاع من الداخل عبر وكلاء لا يملكون أي مشروعية
تمويل حكومة نتنياهو لتشكيل مسلح في غزة بقيادة مجرم سابق يثير تساؤلات أخلاقية واستراتيجية كبرى، ويكشف عن محاولة خطيرة لتفتيت القطاع من الداخل عبر وكلاء لا يملكون أي مشروعية. وبينما تتواصل هذه السياسات، يبدو أن الغضب يتصاعد داخل وخارج إسرائيل، في انتظار لحظة الانفجار الكبرى.