سفينة ”مادلين” تقترب من غزة وسط ”تشويش خطير” وتهديدات إسرائيلية صريحة لطاقمها

تقترب سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية من شواطئ قطاع غزة وسط أجواء مشحونة بالتوتر والتهديدات، حيث أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن السفينة تواجه "تشويشًا إسرائيليًا خطيرًا" مع اقترابها من المياه الإقليمية الفلسطينية. ويأتي هذا التوتر في وقت وجّه فيه وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا مباشرًا للنشطاء على متن السفينة، مؤكدًا أنه أمر الجيش بمنع وصولها إلى غزة.
النشطاء على متن "مادلين" يواصلون رحلتهم متحدّين التهديدات، حاملين معهم رسالة تضامن من شعوب العالم لسكان غزة المحاصرين
وقالت اللجنة الدولية، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، إن النشطاء على متن "مادلين" يواصلون رحلتهم متحدّين التهديدات، حاملين معهم رسالة تضامن من شعوب العالم لسكان غزة المحاصرين: "أنتم لستم وحدكم". وأضافت أن إسرائيل تقوم بالتشويش على إشارات الموقع الخاص بالسفينة، مما يشكل خطرًا على مسارها وسلامة ركابها.
12 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم الطبيبة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ والطبيب الفرنسي باتيست أندريه
السفينة التي انطلقت من ميناء كاتانيا الإيطالي مطلع يونيو الجاري، تحمل على متنها 12 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم الطبيبة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ والطبيب الفرنسي باتيست أندريه، إضافة إلى كمية رمزية من المساعدات الطبية والغذائية، في محاولة رمزية لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
استمرار العالم في التواطؤ مع الإبادة الجارية في غزة
وقال الدكتور أندريه من على متن السفينة: "هناك طائرات مسيّرة تحلق فوقنا منذ ساعات"، مؤكداً أن النشطاء يتواصلون مع جهات دولية بينها الخارجية الفرنسية. من جانبها، صرّحت غريتا ثونبرغ أن "أسوأ سيناريو هو استمرار العالم في التواطؤ مع الإبادة الجارية في غزة"، مضيفة أن السفينة تسعى لفتح ممرات إنسانية وإيصال رسالة سلام وكرامة.
تهديد أسرائيلي صريح وعلني للنشطاء
في المقابل، رد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتهديد حاسم، معلنًا أن إسرائيل لن تسمح بوصول السفينة إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحصار البحري ضروري لمنع وصول الأسلحة إلى حماس. واتهم كاتس النشطاء بـ"اللاسامية"، وقال صراحة: "لن تصلوا إلى غزة، ومن الأفضل أن تعودوا".
وفي تصعيد غير مسبوق، ظهر مقطع فيديو لأطفال إسرائيليين على متن يخت في البحر، يوجهون فيه تهديدات مباشرة إلى غريتا ثونبرغ وطاقم السفينة، واصفين دعمها لغزة بأنه "عمل شرير"، ومتّهمين إياها بتجاهل أحداث 7 أكتوبر ودعم ما وصفوه بـ"الإرهاب".
وتُعد سفينة "مادلين" هي الـ36 ضمن أسطول الحرية الدولي، وسُميت تيمنًا بالفتاة الفلسطينية مادلين كلاب، أول فتاة احترفت مهنة الصيد في غزة، والتي فقدت والدها ومصدر رزقها خلال العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.
وتُتابع جهات دولية ومنظمات إنسانية وملايين الداعمين حول العالم هذه الرحلة، التي تحوّلت إلى رمز جديد لمقاومة الحصار الإسرائيلي، في وقت يعاني فيه سكان قطاع غزة من مجاعة ودمار وجرائم موثقة بحق المدنيين.