4 قتلى برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات في رفح.. اتهامات بتحويل نقاط التوزيع إلى ”مصائد موت”

استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون صباح اليوم الأحد 8 يونيو 2025، إثر إطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين قرب أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما أكده مسعفون فلسطينيون.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة حوادث دامية شهدتها مناطق توزيع المساعدات، خاصة منذ انطلاق عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها وتعمل بمعزل عن وكالات الإغاثة الدولية التقليدية. ووصف فلسطينيون الوضع في تلك المناطق بـ"الفوضوي والخطير"، مشيرين إلى وقوع عشرات القتلى خلال الأيام الماضية نتيجة إطلاق النار العشوائي.
عدد الشهداء في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 104
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الشهداء في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 104، بينهم خمسة قضوا بالقرب من نقاط توزيع المساعدات في جنوب ووسط القطاع، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتراجع نشاط وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.
وفي رواية للاحتلال الإسرائيلي، ادعى جيشه أن مجموعة من الفلسطينيين اقتربت من موقع عسكري في جنوب غزة، ما دفع القوات لإطلاق طلقات تحذيرية عليهم بعد تحذيرات شفهية، واصفًا المنطقة بأنها "منطقة عسكرية مغلقة" خارج ساعات توزيع المساعدات الرسمية من السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءً.
خالد خرج لجلب الطعام لأطفالهما الخمسة من مركز توزيع في رفح فتعرض لطلقة في الرأس
لكن شهود عيان ورويات أسر الضحايا paint صورة مغايرة. فقد روت سناء دغمة، زوجة الشهيد خالد دغمة (36 عامًا)، أن زوجها خرج صباحًا لجلب الطعام لأطفالهما الخمسة من مركز توزيع في رفح فتعرض لطلقة في الرأس. وقالت إحدى قريباته أثناء الجنازة "رايح يجيب رزق لولاده، لأنه ماعندهمش حبة طحين في الدار".
وفي بيان مشترك، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إن "مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحوّلت إلى أفخاخ ومصائد للموت"، محملة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة، وداعية إلى عودة الإشراف الأممي على عمليات الإغاثة.
من جانبها، نفت "مؤسسة غزة الإنسانية" وقوع حوادث في مواقعها خلال يوم الأحد، مؤكدة أنها وزعت 1.15 مليون وجبة في ثلاثة مواقع جنوب ووسط القطاع، كما أعلنت بدء تجربة نموذج جديد لتوزيع الطعام عبر قيادات مجتمعية في مناطق شمال رفح.
إلا أن المؤسسة تواجه انتقادات حادة من منظمات إنسانية، بينها الأمم المتحدة، التي اتهمتها بعدم الحياد والاستقلال، خاصة بعد استعانتها بمقاولين عسكريين أمريكيين لتأمين مواقعها، وهو ما تنفيه المؤسسة.
الفلسطينيون يواجهون المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء
يُذكر أن إسرائيل وافقت تحت الضغط الدولي على استئناف جزئي لعمليات الأمم المتحدة منذ 19 مايو، بعد حصار استمر 11 أسبوعًا في القطاع المحاصر الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، وسط تحذيرات أممية متزايدة من مجاعة وشيكة.
وفيما تقول "مؤسسة غزة الإنسانية" إن مواقعها "آمنة"، يواصل الفلسطينيون المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء، في وقت ترفض فيه إسرائيل السماح بدخول المساعدات بشكل كاف، بينما تتواصل عمليات إطلاق النار على الطرق المؤدية إلى مواقع التوزيع.