سعيد محمد أحمد يكتب : الجامعة العربية … وحديث الإفك

افيقوا .. افيقوا .. القضية ليست "مبنى وموظف" يجرى تعيينه فى كيانى عربى مهترىء .. القضية فى قضية وجود أمة عربية معرضة للضياع فى ظل "بلطجه " !!! دولية غابت عنها المعايير والقوانين والعدالة الدولية.
الحديث الدائر حاليا حول الجامعة العربية ومسألة انتخاب امين عام خلفا للسيد احمد ابو الغيط لانتهاء مدة عمله، فتح الباب مره اخرى عن القادم، برغم علم الجميع ان منصب الامين العام حصريا لدولة المقر وفقًا للمادة ١٢ من قانون تأسيس الجامعة العربية منذ الأربعينات ، واذا ما حدث خلاف على المنصب يتم طرح الموضوع وتداولة بالانتخاب من قبل اعضاء الجامعة ٢٢ دولة عربية.
هنا القانون وهنا النظام الأساسي الذى تسير عليه الامور بشكل قانونى ودبلوماسي وسياسي، وبما يتواءم مع المصالح العربية بشكل عام
الترويج لفكرة فاسدة تستهدف المزيد من الفرقة والاقتتال على منصب لن يقدم ولن يؤخر
أما وقد وصلت الامور قيام البعض متطوعًا للترويج لفكرة فاسدة تستهدف المزيد من الفرقة والاقتتال على منصب لن يقدم ولن يؤخر فى مسيرة تفعيل جامعة الدول العربية المرهونة كل قراراتها للارادة السياسية لكل دولة عضو وبما يتماشى مع مصالحها الذاتية وما يمكن آن تستفيد منها لصالحها وليس لصالح قضايا الامة العربية المهملة منذ انشاء وتأسيس تلك الجامعة والتى جاءت فقط للاستهلاك السياسي والمحلى والعربى .
ماذا قدمت الجامعة العربية على مدى تاريخها للأمة العربية ولصالحها؟!!!.
وليسال الجميع أنفسهم ماذا قدمت الجامعة العربية على مدى تاريخها للأمة العربية ولصالحها؟!!!.. سوى الخراب والفرقة والاقتتال وحياكة المؤامرات والفضائح فيما بينهم وقد شهدناها جميعا وعلى الهواء وعلى مدى أجيال متعددة فصولًا اتسمت بقدر كبير من الغدر والخيانة وعدم الامانة فى التعامل مع قضايا الامة بضمير اخلاقى وانساني.
تجاهل لقضايا الامة وعدم التعاون الحقيقي دفاعا عن مقدراتها
كما لم تتعامل أيضا لا بالضمير القومى ولا العربى سوى بالتجاهل لقضايا الامة وعدم التعاون الحقيقي دفاعا عن مقدراتها اقتصاديا فعلى سبيل المثال أين الامة والجامعة العربية من انشاء "السوق العربية المشتركة"؟!!! منذ إنشائها فى اربعينيات القرن الماضى وأين الامة العربية فى الدفاع عن كيانها القومى والعسكري؟!!! عبر انشاء القوة العسكرية العربية المشتركة للحفاظ على أمن وسيادة دولة المنطقة العربية اليوم .
حقيقة الامر أن القضية اليوم ليست قضية تعيين امين عام للجامعة العربية سواء كان مصريا او عربيا او خليجيا ليست تلك القضية .
القضية ان الازمة والمرض وعلته فى غياب الارادة السياسية للدول العربية الاعضاء والتى تتحرك فيما بينها عبر ولاءات يتم شرائها والضغط عليها اقتصاديا وسياسيا لتطويع إرادتها لصالح من يدفع اكثر تلك هى الازمة .
غاب الصدق مثلما غاب عنه الشرف لتصبح المصلحة او المصالح وهى من تتحكم فى مصائر الشعوب
وحقيقة الامر أن مصر تتعامل بصدق وبشرف منذ انشاء الجامعة وبكل محبه وامل فى تحسين أحوال الأمة العربية، وحل قضايا فى زمن غاب فيه الصدق مثلما غاب عنه الشرف لتصبح المصلحة او المصالح وهى من تتحكم فى مصائر الشعوب.
آلم يكفى ما يجرى فى غزة وفلسطين وفى لبنان وفى سوريا واليمن والعراق والسودان وفى شمال أفريقيا والقرن الافريقى والجميع يتحدث عن منصب امين عام للجامعة العربية من هنا أو هناك فى الوقت الذى تنتهك فيه الأمة العربية على معظم اراضيها ليل نهار فى الاستيلاء على مقدرات شعوبها فى سويعات من "تريليونات"من الدولارات مقابل الحماية وهناك شعوب تحرق وتباد بحثًا عن طعام.
مايشغل مصر ماتتعرض له الأمة العربية
اعتقد ان مسألة تعيين امين عام للجامعة العربية وما ترافق معها من قيام البعض بالتطوع باعلان أسماء معينة وترشيحها للتعيين عربيا وليس مصريا امرا فى تقديرى لايشغل بال مصر كثيرا كما أن مطالبة البعض بنقل مقر الامانة العامة للجامعة العربية الى مدينة جدة بالسعودية امرا لا يشغل بال مصر ايضا بقدر ما يشغلها ما تتعرض له الامة العربية لمخططات فاسدة تهدد كيان وجود الجميع دون استثناء.