جريمة تهز الظهران بالسعودية .. مقتل أستاذ جامعي سعودي على يد عامل توصيل مصري

كشفت الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية عن جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الدكتور عبد الملك بكر قاضي، الأستاذ الجامعي السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعد أن تعرض للطعن حتى الموت على يد مقيم مصري يعمل في مجال توصيل الطلبات. الحادث الذي وقع داخل منزل الضحية في مدينة الظهران أثار موجة من الغضب والاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بتشديد العقوبات على الجاني وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
تفاصيل الجريمة: طعنات غادرة بدافع السرقة
وبحسب بيان لشرطة المنطقة الشرقية، فإن الجاني دخل منزل الضحية مدعيًا أنه مندوب توصيل، مستغلًا الثقة المعتادة في هذه المهنة. ووفق التحريات الأولية، فإن الضحية، الذي يعاني من ظروف صحية تجبره على استخدام كرسي متحرك، لم يبدِ أي مقاومة، بل استجاب لطلب المال من الجاني وأعطاه مبلغًا ماليًا.
لكن الطمع كان سيد الموقف، إذ أقدم الجاني على تسديد عدة طعنات قاتلة للدكتور عبد الملك، قبل أن يوجّه طعنات أخرى إلى زوجة المجني عليه، التي نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث تلقت الرعاية الطبية اللازمة وتعافت لاحقًا.
وأكدت الشرطة أن دوافع الجريمة تتعلق بأزمات مالية يعاني منها الجاني في بلده الأم، مشيرة إلى وجود تعامل سابق بينه وبين الضحية، مما سهل عليه الوصول إلى المنزل وخداع الأسرة.
شهادة مؤثرة من شقيق الضحية
وفي تصريحات لصحيفة عكاظ السعودبة قال أسامة بكر قاضي، شقيق المجني عليه، إن الجاني لم يكن غريبًا عن الأسرة، وإن شقيقه استقبله كعادته بالكرم واللطف. وأضاف بأسى: "شقيقي لم يبخل عليه وأعطاه المال، لكن طمعه أعمى بصيرته، فغدر به وقتله، وحاول قتل زوجته أيضًا". وأضاف أن شقيقه الراحل عرف بأخلاقه العالية وكان من الشخصيات التي أفنت عمرها في خدمة الحديث الشريف، مشيرًا إلى أنه عمل لأكثر من 46 عامًا في خدمة العلم والدين.
تشييع الجثمان وموقف السلطات
تم تشييع جنازة الدكتور عبد الملك في الظهران يوم أمس، وسط حضور كبير من أفراد الأسرة وأصدقائه وطلابه الذين عبروا عن حزنهم لفقدان شخصية أكاديمية نادرة تركت بصمة كبيرة في الأوساط التعليمية.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن المتهم تم توقيفه رسميًا، واتُخذت بحقه كافة الإجراءات القانونية، وتمت إحالته إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات وتقديمه للمحاكمة.
ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي
وقد تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع الحادثة التي وُصفت بأنها "طعنة في قلب المجتمع السعودي"، حيث تصدر وسم #جريمة_الظهران و**#العدالة_للدكتور_عبد_الملك** قائمة الأكثر تداولًا في السعودية.
كتب أحد المغردين على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):
"ما حدث لا يُصدق.. قتل رجل كريم أعطى ماله ومروءته لمن لا يستحق. يجب أن تكون هناك إجراءات أكثر صرامة تجاه من تسوّل له نفسه ارتكاب جريمة في أرض الحرمين."
فيما قالت مغردة أخرى:
"الدكتور عبد الملك لم يكن مجرد أستاذ جامعي، بل رمز للعلم والتسامح. الجريمة صدمتنا، ونطالب بسرعة القصاص."
آخرون طالبوا بإعادة النظر في سياسات التوظيف الخاصة بعمال التوصيل، وتشديد الرقابة الأمنية عليهم، لا سيما في ضوء الحوادث المتكررة المرتبطة بهذه الفئة.
سيرة عطرة وعلم نافع
يُذكر أن الدكتور عبد الملك بكر قاضي كان من أبرز الأساتذة المتخصصين في علوم الحديث، وسبق له العمل في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث عرف بدماثة خلقه وحرصه على دعم طلابه أكاديميًا وإنسانيًا. كان مثالًا للرجل السعودي الملتزم الذي أفنى حياته في خدمة وطنه ومجتمعه.