اشتعال غرب ليبيا.. هجوم مسلح على صبراتة يعمّق فوضى الميليشيات ويهدد بانفجار شامل

في مشهد يعكس تصاعد الفوضى الأمنية في غرب ليبيا، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء الخميس بمدينة صبراتة، بعد هجوم دموي شنّته ميليشيات مسلحة على أحد المصايف، في تصعيد ينذر بانفجار أمني قد يمتد من طرابلس إلى الساحل الغربي.
الرصاص يشعل صبراتة
وبحسب مصادر أمنية ليبية اقتحمت مجموعة مسلحة قادمة من مدينة الزاوية مصيف "ليبرتون" الواقع بمدينة صبراتة، وأطلقت وابلاً من الرصاص والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة واحتراق عدد من المنازل المجاورة، وسط تصاعد كثيف للدخان غطّى سماء المدينة.
خلفية دموية.. والهدف "العمو"
الهجوم، وفقًا للمصادر، استهدف المصيف الذي يُعد مركزًا لسيطرة الميليشياوي الشهير والمطلوب دوليًا أحمد الدباشي، الملقب بـ"العمو"، على خلفية مقتل الشاب محمد الخضراوي من مدينة الزاوية، في جريمة يُتهم العمو بالوقوف وراءها، ما دفع فصائل مسلحة من الزاوية إلى تنفيذ عملية انتقامية.
وقد أسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، نُقل بعضهم إلى مستشفى "الليبي الألماني" بمدينة صبراتة، وسط حالة استنفار أمني غير مسبوقة تشهدها المدينة.
من هو "العمو"؟
هو أحمد الدباشي أحد أخطر المطلوبين في ليبيا، وتلاحقه مذكرات توقيف دولية منذ عام 2018، بتهم تتعلق بـ:
-
قيادة شبكات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.
-
امتلاك مسارات بحرية للهروب نحو أوروبا.
-
إدارة ميليشيا تُعرف بـ"الكتيبة 48".
-
ثروة تُقدّر بأكثر من 250 مليون دينار ليبي.
-
ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وفقًا لتقارير أممية.
فوضى السلاح.. أصل الأزمة
الهجوم على صبراتة يأتي ضمن سلسلة من الاشتباكات التي تعصف بغرب ليبيا، في ظل فوضى السلاح المتفشي منذ سقوط نظام القذافي عام 2011. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح بين أيدي المدنيين والفصائل، ما يجعل احتمالات اندلاع النزاعات شبه يومية.
الشارع الليبي يشتعل
في سياق موازٍ، تتواصل الاحتجاجات الشعبية في طرابلس ومدن أخرى، رفضًا لهيمنة الميليشيات على مفاصل الدولة، وسط دعوات صريحة إلى تفكيك الفصائل المسلحة وعودة مؤسسات الدولة لسلطتها الطبيعية.
ويطالب المتظاهرون بمسار سياسي يضمن الاستقرار الدستوري والانتخابات، ويُنهي مرحلة الانقسام التي أنهكت البلاد.
دعوات دولية لإنقاذ ليبيا
دوليًا، تتوالى المطالبات بضرورة توحيد المؤسسات الليبية وتهيئة المناخ السياسي لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، كشرط أساس لتفكيك التشكيلات المسلحة ووقف النزيف الأمني في البلاد.