سلاح سياسي موجه ضد إرادة الشعوب !!
50 فيتو لحماية إسرائيل.. القصة السوداء لاستخدام أمريكا سلاح النقض داخل مجلس الأمن

مع مرور اليوم الـ136 من حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل علي قطاع غزة، وبينما يتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين حاجز 29 ألف ضحية، ويقترب عدد الجرحى من 70 ألفاً، لا تزال الولايات المتحدة تمارس دور "الدرع السياسي" لحماية إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة سلاحها المفضل: حق النقض (الفيتو).
فيتو جديد يُسقط قراراً لوقف إطلاق النار في غزة
في خطوة تكررت كثيرا، هددت الولايات المتحدة باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، انتقدت إحالة المشروع للتصويت، معتبرة أنه يعرقل مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي تجري بوساطة أمريكية-مصرية-قطرية.
ليست المرة الأولى.. أمريكا أجهضت قرارات مشابهة
هذا الفيتو ليس الأول خلال الحرب على غزة. فقد سبق للولايات المتحدة أن أسقطت مرتين قرارات مشابهة تطالب بوقف الحرب وإنهاء المجازر بحق المدنيين، بذريعة أنها لا تتضمن إدانة لحركة حماس، ولا تضمن ما تسميه واشنطن بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
أرقام تكشف الحقيقة: 50 فيتو أمريكيًا لحماية إسرائيل
تاريخيًا، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن 79 مرة، منها 50 مرة لحماية إسرائيل.
كان أول فيتو أمريكي لصالح إسرائيل عام 1973، اعتراضًا على قرار يطالب بانسحاب الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة. وفي 2017، استخدمت واشنطن الفيتو لإسقاط قرار مصري يعارض إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
لولا دا سيلفا يفتح النار: «الفيتو يجب أن يُلغى»
تصاعدت الأصوات المطالبة بإلغاء الفيتو بعد تكرار استخدامه كغطاء دولي لجرائم الاحتلال.
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وصف ما تفعله إسرائيل بأنه "قتل منظم للنساء والأطفال"، مشددًا على أن مجلس الأمن بات عاجزًا بفعل هذا الامتياز السياسي للدول الكبرى. وطالب بإلغاء الفيتو وإدخال دول من إفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى المجلس.
ما هو الفيتو أصلًا؟
حق النقض (الفيتو) هو الامتياز الذي يمنح للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا)، ويمنحها سلطة إسقاط أي مشروع قرار حتى لو وافقت عليه جميع الدول الأخرى.
عدالة مشلولة واحتلال محصّن بقوة الفيتو
بينما يئنّ المدنيون في غزة تحت القصف والجوع والحصار، يستخدم مجلس الأمن أداة يفترض أنها استثنائية لحماية شعوب العالم، لكنها تحولت إلى أداة لحماية المحتل وإجهاض العدالة.
في ظل استمرار هذا النمط من التصويت، يتأكد أن الفيتو الأمريكي ليس سوى سلاح سياسي موجه ضد إرادة الشعوب، وأن حماية إسرائيل ليست خيارًا دبلوماسيًا، بل عقيدة راسخة في سياسة واشنطن.