رضا عزت يكتب : سر ثبات تصريحات البابا تواضروس حول تعداد الأقباط المصريين منذ 2014

البابا يؤكد علي مدار 11 عام ان عدد الأقباط 15 مليون
الكنيسة تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس السيسي ولا يشغلها أمر التعداد
بداية لا يشغلني أمر تعداد الأقباط المصريين داخل أو خارج مصر ، فلا يهمني إذا كان تعدادهم في مصر 15 مليون نسمة ، كما اعتاد ان يصرح قداسة البابا علي مدار ما يزيد عن 11 عام ، أو كان عددهم تجاوز 20 أو حتي 25 مليون نسمة .
لكن استوقفني ثبات تصريحات قداسة البابا تواضروس الثاني حول تعداد الأقباط منذ 2014.فماهو سر ذلك ؟
++ 2012 ++
في 25 سبتمبر 2012 ، وقبل تبوأ قداسة البابا كرسي مار مرقس ، أعلن اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، أول إحصائية رسمية لعدد الأقباط بمصر، صرح أن عدد الأقباط 5 ملايين و130 ألفًا.
كان الرقم صادم وغير واقعي ومُجافٍ للحقيقة ، ووقتها رفض الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك هذا التصريح وطالب بإعلان إحصائيات عدد الأقباط في كل محافظة، على حدة.
وتعقيباً علي ذلك، قال الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، أن عدد الأقباط في مصر يتراوح ما بين 15 إلى 18 مليونًا، وضرب مثلا على هذا بتعداد الاقباط في محافظة واحدة مثل المنيا يتجاوز المليون و250 ألف، فما تعدادهم في القاهرة ، وباقي محافظات الوجه القبلي المعروفة بكثافة الأقباط فيها؟
2013
في أول تعليق له عقب تجليسه كبابا للإسكندرية وبطريرك للكرازة المرقسية قال البابا تواضروس ، أن تعداد الأقباط فى مصر يصل إلى 15% من تعداد السكان.
وأضاف قداسته فى حوار نشرته جريدة "اليوم السابع" في 26 مايو 2013 ، ان الكنيسة لا تقم بتعداد الأقباط لأن هذه وظيفة الدولة.
وكان عدد سكان مصر في هذا الوقت 84.734 مليون نسمة ، وهذا يعني ان عدد الاقباط وفقاً لكلام البابا ، كان نحو 13 مليون نسمة 02013
ثبات تصريحات البابا منذ 2014
لو استعرضنا بعض نماذج لتصريحات قداسة البابا تواضروس منذ عام 2014 عن تعداد الأقباط في مصر، نجدها ثابتة لا تتغير ، وعلي مدار ما يزيد عن 11 عام وكل تصريحاته قداسته عن عدد الأقباط تشير الي 15 مليون داخل مصر و 2 مليون خارج مصر .
ففي تصريح نشرته الصحف في17 ديسمبر عام 2014، قدّر البابا تواضروس الثاني عدد الأقباط في مصر بـ 15 مليون قبطيا.
وقتها قال قداسة البابا مخاطباً الوفد الأثيوبي الذي كان يزور القاهرة في هذا الوقت : “أما عن حياتنا فى مصر فنحيا كمسيحيين ومسلمين فى محبة كاملة، عددنا فى مصر 90 مليون 75 (مليون) مسلم و 15 (مليون) مسيحى ، وكأقباط نعيش فى مصر فى محبة”
2016
وفي تصريح نشرته الصحف ومنها جريدة الأهرام في 18 مايو 2016 ، قال قداسة البابا تواضروس الثاني ، خلال لقائه بوفد الصحفيين الأفارقة: "إن عدد الأقباط في مصر يبلغ 15 مليون نسمة". وردًا على سؤال لـ" الأهرام" حول مصدر إحصائية عدد الأقباط في مصر ، قال قداسته : يتم وفقًا لما يسمى "العضوية بالكنيسة".
2018
وفي 4 ديسمبر 2018 ، صرح قداسة البابا خلال حواره مع الكاتب الصحفى السعودى، فيصل عباس، رئيس تحرير «Arabnews»، ونشرته عدة صحف منها المصري اليوم : إن تعداد الأقباط فى مصر يبلغ نحو 15 مليوناً، علاوة على مليونين خارجها فى نحو 60 دولة حول العالم
2023
وفي 29 إبريل عام 2023 ، قال قداسة البابا تواضروس ، ذلك خلال لقائه الصحفي مع مسؤولي الملف القبطي لوسائل الإعلام : إن أعداد الأقباط في مصر تقدر بنحو ١٥ مليون قبطي .
2024
في عام 2024 وفي تصريح لقداسة البابا تواضروس خلال حوار خاص ببرنامج "في المساء مع قصواء"، المذاع على قناة CBC، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، ونشر في الأول من يناير عام 2024 بجريدة الأهرام وصحف أخري كثيرة قال قداسته ، عدد الأقباط في مصر يمثلون 15 مليون شخص، بنسبة 15% من سكان مصر، كما أن الأقباط خارج مصر ما يقرب من 2 مليون شخص في 100 دولة.
2025
وفي 5 مايو 2025، أجرت قناتان تليفزيونيتان صربيتان ووكالة أنباء مقابلات مع قداسة البابا تواضروس الثاني، على هامش زيارته لصربيا ضمن جولة قداسة البابا الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا. قال قداسة البابا اننا نعيش في مصر ١٥ مليون قبطي بجانب إخوتنا المسلمين ٩٠ مليون، وأعرب قداسته عن شكره لله على نعمة العيش في مصر وسط الإخوة المسلمين بحرية دينية.
سر ثبات تصريحات قداسة البابا
وسر ثبات تصريحات قداسة البابا انه لا يعرف علي وجه التحديد عدد الأقباط داخل أو خارج مصر ، وان إعتماد الكنيسة في تعداد الأقباط علي دفاتر العضوية أو دفاتر المعمودية والزواج ، غير دقيق بالمرة ، كما ان قداسة البابا رجل حكيم ولا يرغب في إثارة مشاعر أحد وخاصة المتشددين.
والحقيقة ان لا أحد يعرف تعداد الأقباط في مصر سوي الدولة ، والأقباط يقدرون ويحترمون خصوصية الدولة في عدم الإعلان عن التعداد الرسمي للأقباط داخل مصر.
العصر الذهبي للكنيسة في عهد الرئيس السيسي
الأقباط لديهم حقائق مؤكدة وقناعة تامة انهم يعيشون العصر الذهبي للكنيسة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤكد دائماً ان مصر لكل المصريين ، وهو أول رئيس مصري يحرص علي تهنئة الأقباط بعيد الميلاد داخل كاتدرائية ميلاد المسيح التي أمر ببنائها لتكون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 15 فدانا، أي ما يعادل 63 ألف متر مربع، كما أمر ببناء وترميم الكنائس التي حرقها وخربها ودمرها الارهابيون عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013.
وفي عام 2015، وجهت القوات الجوية المصرية ضربة جوية لمعقل تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا ثأرا لإستشهاد عدد من الأقباط المصريين في ليبيا على يد الجماعات الإرهابية.
كما وجه الرئيس السيسي بتحمل الدولة تكلفة إنشاء كنائس للطوائف المسيحية في المدن الجديدة، إلى جانب المساجد والمدارس والحضانات، مؤكدا ضرورة إنشاء كنيسة بجوار كل مسجد في المدن الجديدة. وفي عام 2016 تم إصدار قانون تقنين أوضاع الكنائس.
وفي 2017 قال الرئيس : مصر لن تسمح لأحد أن يؤثر على وحدتها الوطنية.. ولا أحب لفظ فتنة طائفية لأننا واحد وهنفضل واحد.. وفي 2018 قال: البلد دي بلدنا كلنا ومحدش ليه زيادة أو نقص، و طول ما إحنا مع بعض محدش يقدر يعمل فينا حاجة.
وفي عام 2021 أصدر الرئيس السيسي قرارين جمهوريين بتشكيل هيئتي أوقاف الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية، كما يحرص السيسي في كل المناسبات على التأكيد على الدخول بمصر في عهد جديد من المواطنة والمساواة.
كما أصدر الرئيس السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين المستشار بولس فهمي ليكون أول رئيسًا مسيحياً للمحكمة الدستورية العليا في عام 2022.
كما اختار الرئيس "عبد الفتاح السيسى" امرأةً مسيحيةً وهى الدكتورة "منال عوض ميخائيل لتشغل منصب محافظ دمياط ، وهو قرار يُعتبر ثورةً صغيرةً ،حيث لم الانتماء الدينى معوقًا لشغل مناصب عليا فى الدولة.
ومن أبرز تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي تعبيراً عن قوة الوحدة الوطنية في مصر
"لا خوف على أمة، يتعانق هلال مسجدها مع صليب كنيستها ولا تنكسر أمة، تجرد شبابها من الهوى، إلا عشق الوطن كشباب مصر ولا تسقط أمة حافظت سيداتها على صوت الضمير الوطني.. فيقيني في أمتنا، أنها لا تخاف ولا تنكسر ولا تسقط بل تعلو فوق تحدياتها، لتصنع للمجد أهرامًا، وللحضارة تاريخًا"