احداث غزة تلقي بضلالها علي المستطيل الأخضر
صلاح وغزة يشعلان جدلاً في بريطانيا.. و”بي بي سي” ترفض وداع لينيكر بسبب الحرب!

في تطوّر مثير يعكس حساسية التناول الإعلامي للحرب في غزة، تصدرت قضية الإعلامي البريطاني الشهير غاري لينيكر والنجم المصري محمد صلاح عناوين الصحف العالمية، بعد أن أعلنت شبكة "بي بي سي" البريطانية رفضها بث مقابلة وداعية كان من المقرر أن يجريها لينيكر مع صلاح، قبل إنهاء عمله مع الشبكة هذا الموسم.
صلاح ضحية السياسة في الإعلام البريطاني؟
وفقًا لما كشفته صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن المقابلة كان من المفترض أن تمثّل مسك الختام لمشوار لينيكر في "بي بي سي"، حيث كان يطمح لإجراء مقابلة إنسانية رياضية مع محمد صلاح، أيقونة نادي ليفربول والمنتخب المصري، إلا أن إدارة القناة أوقفت المشروع خشية أن يتطرق الحديث إلى الحرب الدامية في قطاع غزة، لا سيما في ظل مواقف صلاح السابقة التي عبّر فيها عن تضامنه مع المدنيين الفلسطينيين.
ورغم هذا التصريح من الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار، سارعت "بي بي سي" إلى نفي هذه الادعاءات، مؤكدة أن سبب رفض بث المقابلة يعود فقط إلى أسباب لوجستية وتنظيمية، متعلّقة بصعوبة إدراج الحلقة في جدول البث بعد الحلقة الأخيرة من برنامج "ماتش أوف ذا داي" الذي يقدّمه لينيكر.
لكن توقيت الرفض، وارتباطه بشخصية مثل محمد صلاح، وتزامنه مع تغطيات مكثفة لما يحدث في غزة، أشعل الشكوك بشأن وجود رقابة ضمنية على تناول القضايا السياسية الساخنة داخل الإعلام البريطاني، لا سيما إذا تعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين.
باريس سان جيرمان وغزة.. "اليويفا" يدخل على الخط
وفي سياق متصل يعكس تمدد الحساسية السياسية إلى الملاعب الأوروبية، كشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يدرس فرض عقوبات قاسية على نادي باريس سان جيرمان بعد تتويجه التاريخي بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان بنتيجة (5-0).
وأشارت الصحيفة إلى أن جزءًا من العقوبات المرتقبة لا يتعلق فقط بأحداث الشغب واقتحام الجماهير للملعب خلال الاحتفالات، بل أيضًا بسبب رفع لافتات سياسية مؤيدة لغزة من قِبل الجماهير الفرنسية، من بينها لافتة ضخمة كُتب عليها:
"أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة - Stop génocide à Gaza"، إلى جانب رفع أعلام فلسطين على المدرجات.
هل تتحول الملاعب لمنصة تضامن؟
يأتي كل هذا في ظل تنامي حملات التضامن الشعبية الأوروبية مع غزة، والتي باتت تتحدى التوجيهات الرسمية ومواقف بعض الحكومات الغربية، وتحوّل ملاعب كرة القدم إلى منصات احتجاجية صامتة لكنها مؤثرة، تنقل نبض الجماهير المساندة للقضايا الإنسانية، وتحديدًا المأساة المستمرة في قطاع غزة.
الرياضة بين الترفيه والضمير الإنساني
في ظل استمرار الحرب على غزة، تتصاعد الضغوط على المؤسسات الإعلامية والرياضية الكبرى في أوروبا، من أجل عدم تسييس الرياضة، لكن الواقع يكشف عن حقيقة مغايرة، إذ أصبحت الرياضة مساحة للصراع بين حرية التعبير وضغوط المصالح السياسية.
من لينيكر وصلاح إلى جماهير باريس سان جيرمان، تبدو القضية واحدة: هل يُسمح للرياضيين والمشاهير بالتعبير عن مواقفهم الإنسانية بحرية، أم سيظلون أسرى للرقابة الناعمة؟
ويبقى السؤال مفتوحًا مع كل صافرة نهاية لمباراة، وكل منشور يُمنع من النشر، وكل علم يُرفرف تضامنًا مع من لا صوت لهم خلف جدران الحصار.