”جحيم تحت الأرض”.. شهادات صادمة من الأسرى الفلسطينيين في سجن ”ركيفت” الإسرائيلي!

مشهد المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون دولة الأحتلال يلخص وحشية الاحتلال الإسرائيلي وتجرده من كل القيم الإنسانية، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن شهادات تقشعر لها الأبدان، أدلى بها أسرى فلسطينيون من قطاع غزة ممن تم احتجازهم في ظروف لا تليق بالبشر، وتحديدًا في قسم "ركيفت" الواقع تحت سجن نيتسان – الرملة، وهو القسم الذي خصصه الاحتلال لما يسميه "أسرى النخبة" أو "المقاتلين غير الشرعيين".
زنزانات تحت الأرض.. مظلمة، مليئة بالصراصير، ومراقبة بالكاميرات
أشارت التقارير إلى أن زيارات المحامين للمعتقلين تمت وسط إجراءات أمنية صارمة وتحت الأرض، في أماكن تشبه المخازن القديمة، مليئة بالصراصير والجدران المتآكلة. كل لقاء بين الأسير ومحاميه كان مراقبًا بدقة، وممنوع تمامًا من تبادل أي معلومات عن العائلة أو العالم الخارجي. علامات الرعب كانت بادية على الأسرى، الذين فقدوا حتى الإحساس بالزمن.
"التحقيق البامبرز والديسكو".. أساليب التعذيب التي فاقت الخيال
إحدى الشهادات المؤلمة جاءت من المعتقل (س.ج) الذي اعتُقل في ديسمبر 2023، وتعرض لتحقيقات استمرت 6 أيام دون طعام تقريبًا، أُجبر خلالها على استخدام الحفاظات في زنزانة يُسمع فيها موسيقى صاخبة على مدار الساعة. تم نقله من سجن إلى آخر حتى انتهى به المطاف في "ركيفت"، حيث وصف المعاناة هناك بأنها "جحيم مستمر"، فالزنزانة تضم 3 أسرى، أحدهم ينام على الأرض، والخروج إلى ساحة السجن لا يسمح فيه برفع الرأس ويكون مع التقييد الكامل.
اعتداءات جنسية وكسر أصابع.. والانتهاكات بلا حدود
المعتقل (و.ن) تحدث عن تعرضه لاعتداء جنسي عبر ضربه على المناطق الحساسة بجهاز التفتيش، وكسر أحد أصابعه خلال نقله، وهي ممارسة قال إنها ممنهجة ضد الأسرى. أما المعتقل (خ.د) فقد أوضح أنه تعرض للتعذيب في سجن عسقلان، حيث أصيب بمرض "الجرب" نتيجة الإهمال الصحي، ولا يزال يعاني من أوجاع في الصدر بسبب القيود.
ممنوعون من الصلاة ومهددون بالقتل.. كاميرات تراقبهم حتى في الحمام
وفي شهادة المعتقل (ع.غ) الذي احتُجز 35 يومًا في معسكر سديه تيمان، أشار إلى أن كاميرات المراقبة تعمل 24 ساعة داخل الزنازين، يُمنع فيها الصلاة، ويُجبر المعتقلون على شتم أمهاتهم، في وقت تكون فيه كمية الطعام شبه معدومة. يُحدد وقت الاستحمام من قبل السجان، وتُوزع لفة ورق حمام واحدة كل 3 أيام.
سجون التعذيب.. خارطة جديدة للانتهاكات
يعتبر قسم "ركيفت" ليس الوحيد، بل يندرج ضمن قائمة من المعسكرات والسجون التي تحولت إلى مراكز لتعذيب المعتقلين، منها: سديه تيمان، عناتوت، عوفر، ومعسكر منشة لمعتقلي الضفة الغربية. هذه المواقع تم توثيقها كمراكز أساسية لانتهاكات حقوق الإنسان.
1747 معتقلًا من غزة.. والعدد الحقيقي أكبر
حتى أبريل 2025، أقرت سلطات الاحتلال بوجود 1747 معتقلاً من غزة ضمن تصنيف "مقاتلين غير شرعيين"، وهو تصنيف قانوني هجين يتيح لإسرائيل التنصل من أي التزامات قانونية أو إنسانية تجاه الأسرى. هذا الرقم لا يشمل المعتقلين في معسكرات الجيش، ما يعني أن العدد الفعلي ربما يكون أكبر بكثير.
جريمة مستمرة ضد الإنسانية
الحقيقة أن ما يجري في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليس فقط انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، بل يُعد جريمة مستمرة ضد الإنسانية. ومع تزايد الشهادات التي توثق التعذيب الجسدي والنفسي، بات من الضروري تحرك المجتمع الدولي لفتح تحقيق عاجل وتقديم المسؤولين عن هذه الفظائع إلى المحاسبة أمام المحاكم الدولية. فالصمت أمام هذا الجحيم هو شراكة في الجريمة.