3 هزات أرضية تضرب مصر خلال ساعتين.. الغردقة والقاهرة تحت المراقبة وتحذيرات من النشاط الزلزالي

شهدت مصرمساء يوم الأحد حالة من القلق بعد أن سجّلت الشبكة القومية للزلازل ثلاث هزات أرضية في مناطق متفرقة من البلاد خلال ساعتين فقط، شملت الغردقة، ومطروح، والقاهرة الكبرى، وسط تحذيرات من استمرار النشاط الزلزالي في مناطق متفرقة نتيجة التحركات التكتونية النشطة بالمنطقة.
زلزال الغردقة.. أقوى الهزات المسجلة
كانت البداية مع هزة أرضية سجلتها أجهزة الرصد بالبحر الأحمر بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر، وقعت على بُعد 44 كيلومتراً شمال مدينة الغردقة السياحية، وبعمق بلغ 10.16 كيلومتراً. وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه لم يتم تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية جراء هذه الهزة، رغم ورود شكاوى من بعض السكان بشعورهم بها.
وتقع الغردقة ضمن النطاق الجغرافي المعروف بنشاطه الزلزالي المعتدل، نتيجة لقربه من منطقة الصدع الأفريقي الآسيوي (الصدع الأحمر) الممتد عبر البحر الأحمر، وهو ما يجعل هذه الهزات متوقعة لكنها غير مقلقة في معظم الأحيان.
هزة في قلب القاهرة.. قريبة لكنها ضعيفة
وفي تطور لاحق، سجلت الشبكة القومية المصرية لرصد الزلازل هزة أرضية جديدة شمال غرب محافظة الجيزة بقوة 2.31 درجة على مقياس ريختر، في تمام الساعة 8:10 مساءً. ووقع الزلزال على عمق ضحل بلغ 3.17 كيلومتراً قرب منطقة كوم البيرة، على بعد نحو 8 كم شمال غرب مدينة الجيزة.
وتم رصد هذه الهزة باستخدام 13 محطة زلزالية متصلة، وأكدت التقارير الفنية أنه لم يشعر بها غالبية السكان، وتُصنّف على أنها من الزلازل غير المؤثرة التي لا تشكل أي خطر على البنية التحتية أو الأرواح.
هزة ثالثة قرب مطروح.. على أطراف النشاط
وسُجّلت الهزة الثالثة في جزيرة كريت بقوة 2.92 درجة، لكنها كانت محسوسة على بُعد 457 كيلومتراً شمال محافظة مطروح، بعمق بلغ 43.61 كيلومتراً. وتُعد هذه المنطقة ضمن النطاق الزلزالي المتأثر بحركة الصفائح الأرضية شمال المتوسط، لكنها عادةً لا تؤثر بشكل مباشر على المدن المصرية الساحلية.
تقييم شامل للحالة الزلزالية في مصر
تُعد مصر من الدول ذات النشاط الزلزالي المعتدل، خاصة في المناطق المحاذية للبحر الأحمر وخليج السويس، ويعود ذلك إلى حركية الصفائح التكتونية النشطة في المنطقة. وعلى الرغم من أن أغلب الهزات لا تتجاوز خمس درجات على مقياس ريختر، فإن الاهتمام الشعبي بها بات متزايدًا نظرًا لكثافة السكان وتوسع العمران في المناطق الساحلية.
ويؤكد خبراء الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية أن أنظمة الرصد الزلزالي المتقدمة المستخدمة حالياً تُمكّن من تسجيل وتحليل أي نشاط بدقة عالية، ما يسمح بتقديم تقييم سريع لأي خطر محتمل.
■أهمية الوعي الزلزالي والتأهب المبكر
رغم ضعف معظم الهزات المسجلة، إلا أن هذه السلسلة من الزلازل المتتابعة خلال فترة زمنية قصيرة تُذكّر بأهمية وجود خطة وطنية للاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية، ورفع الوعي المجتمعي حول كيفية التصرف في حال حدوث زلازل أقوى مستقبلًا، خاصة في المناطق السياحية أو ذات الكثافة السكانية العالية.
وفي هذا السياق، تواصل الجهات المختصة عمليات الرصد والمراقبة، لضمان تقديم الإنذارات المبكرة وتحديث البيانات الزلزالية بشكل فوري لحماية المواطنين وتقليل المخاطر المحتملة.