صلاح توفيق يكتب :نهاية أسرائيل وتراجع الهيمنة الأمريكية

في الوقت الذي تستمر فية أسرائيل في أؤتكاب جرائمها و تُمعن في ارتكاب المجازر بحق الأبرياء في قطاع غزة، وبدعمٍ مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، تبدو ملامح نهاية مشروع الاحتلال واضحة أكثر من أي وقت مضى. فقد تحولت سياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية إلى أفعال طائشة لا يمكن تبريرها امام العالم أجمع في ظل غياب تام لأي احترام للقانون الدولي أو المواثيق الإنسانية التي نصت عليها الأمم المتحدة .
إسرائيل ترتكب أكبر خطأ في تاريخها
ماريتكبة الجبش الأسرائيلي من جرائم نصل الي حد الأبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واغتيال الأطفال والنساء وفرض الحصار الجائر على أكثر من 2 مليون مدني محاصر في قطاع غزة في الوقت الذي تسعى الحكومة الأسرائيلية بقيادة رئيس وزراء دولة الأحتلال بنيامين نتنياهو إلى الانتقام من الأبرياء للتغطية على فشلها العسكري أمام حركة حماس، بعد أن عجز الجيش الإسرائيلي، رغم ترسانته الضخمة، عن تحقيق نصر ميداني أو حتى استعادة رهائنة بشكل آمن بل انه ارتكب جريمة قصف رهائنة في غزة فحكومة اسرائيل لايعنيها اطفال غزة ولا مواطنيها الأسري في غزة فواصلت بغيها بطريقة يرفضها العالم أجمع ماعدا الدولة الراعية لها وهي الولايات المتحدة الامريكية .
ومع توالي الفضائح، تزداد كراهية العالم لإسرائيل. فعلى الرغم من امتلاكها لأقوى أدوات الإعلام والدعم السياسي من واشنطن، لم تستطع إسرائيل أن تبرر قصف المستشفيات، أو تجويع المدنيين، أو إطلاق النار على الوفود الدبلوماسية في جنين، في مشهد يكشف فقدان السيطرة والمنظق وتحلل المنظومة العسكرية والأخلاقية للاحتلال بشكل واضح .
الولايات المتحدة.. شريك في الجريمة ونذير الانهيار
ما يزيد من تعقيد الصورة، أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي لطالما قدمت نفسها كـ"حامية الديمقراطية"، تتحول اليوم إلى شريك رسمي في العدوان على غزة وقتل اطفال ونساء عزل من اي سلاح بل وتضغط عبر مؤسساتها الدبلوماسية لإجبار دول الجوار على استقبال لاجئين فلسطينيين بالأبعاد القسري في خرق واضح لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
ومع الدعم اللامحدود لإسرائيل، تتجه أمريكا نحو فقدان نفوذها الدولي، وسط دعوات متصاعدة لإنهاء هيمنة الدولار، والتوجه نحو الذهب كمخزن بديل للقيمة. بات من الواضح أن السياسة الأمريكية الحالية، بقيادة رئيس يفتقر إلى الحكمة الدبلوماسية، تُسرّع من انهيار الدولة العظمى نفسها، كما تؤكد تقارير اقتصادية وسياسية عالمية.
مرحلة ما بعد أمريكا.. ونهاية الاحتلال
تؤكد كل الشواهد أن العالم بات على أبواب مرحلة جديدة قد تحتاج بعض الوقت لن تكون فيها أمريكا القوة الوحيدة المهيمنة، ولن تكون إسرائيل قادرة على مواصلة احتلالها دون تكلفة. ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لفرض حلول مجحفة على حساب الفلسطينيين، تنمو قوى بديلة، وتُعزز الدول احتياطاتها من الذهب بدلاً من الدولار، في إشارة واضحة إلى نهاية عصر القطب الأوحد.
أما إسرائيل، فمع استمرارها في استخدام الجيش كسوط قمعي ضد مدنيين عزل، فإنها تعجّل بنفسها نحو هاوية الرفض الدولي الكامل، ما يهدد شرعيتها التي سعت الي فرضها بقوة السلاح بدعم امريكي حتى في أعين حلفائهم الذي اصبح استمرار تجويع اهل غزة مصدر رفض عالمي وعندما يسقط القناع الأمريكي، وتبدأ واشنطن في الانشغال بأزماتها الداخلية، ستجد إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة إرثها الدموي الذي صنعته بنفسها في غزة .