السودان يشتعل : إعلان طوارئ في جنوب دارفور ونزوح جماعي في كردفان وسط اتهامات وانتهاكات صادمة

أعلنت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع بمدينة نيالا حالة الطوارئ والتعبئة العامة في ولاية جنوب دارفور، وذلك على خلفية التقدمات العسكرية التي حققها الجيش السوداني في المناطق المجاورة بإقليم كردفان، الأمر الذي ينذر بموجة صراع جديدة تُنذر بعواقب إنسانية وخيمة.
نزوح جماعي من كردفان وسط تصاعد القتال
علي جانب أخر أعلنت مفوضية العون الإنساني بولاية جنوب كردفان عن نزوح أكثر من 900 أسرة من قرى بالريف الشرقي والقطاع الغربي لمدينة كادقلي، بعد هجمات متزامنة شنتها قوات الدعم السريع إلى جانب عناصر من الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو.
وأشار المفوض فضل الله عبد القادر أبوكندي أن المفوضية بدأت تنسيقًا مع حكومة الولاية ومنظمات إنسانية لتقديم الغذاء والمأوى العاجل للنازحين، وسط دعوات لتوسيع الاستجابة في ظل المخاطر المتزايدة.
أوضاع كارثية في دارفور.. انتهاكات جسيمة وفضائح إنسانية
في شمال دارفور، كشفت شبكة "صيحة" الحقوقية عن توثيق 14 حالة اغتصاب جماعي و64 حالة اختطاف لنساء وفتيات في مخيم زمزم للنازحين، وذلك عقب اجتياح المنطقة من قبل قوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
ووفقًا لشهادات مباشرة، شملت الانتهاكات أيضًا تعذيبًا وابتزازًا ماليًا من خلال طلب فدية لإطلاق سراح المختطفات، في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع فصول الحرب الأهلية التي عصفت بالإقليم قبل سنوات.
شمال دارفور.. مساعدات غذائية لمواجهة الحصار
في محاولة للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية، أعلن والي شمال دارفور حافظ بخيت محمد عن تخصيص 300 مليون جنيه سوداني لصالح وزارة الرعاية الاجتماعية لدعم تكايا الطعام بمدينة الفاشر، مؤكدًا أن المدينة تعيش تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع.
وطالب الوالي ببدء التوزيع الفوري للدعم، ووجّه نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية لـ"فك الحصار وتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة".
أمن الأبيض.. توقيف أجانب في إطار إجراءات أمنية مشددة
في مدينة الأبيض، شنت السلطات الأمنية حملة واسعة أسفرت عن اعتقال 30 شخصًا أجنبيًا لا يحملون أوراقًا رسمية، وتم فتح بلاغات قانونية ضدهم بموجب المادة 30 من قانون الجوازات والهجرة، وسط تشديد الإجراءات الأمنية تحسبًا لأي تحركات غير مشروعة قد تستغل حالة الفوضى.
شائعات تشكيل حكومة تضم كتائب مسلحة
في خضم الفوضى، خرج رئيس الوزراء المكلف كامل إدريس ببيان رسمي نفى فيه ما نُسب إليه عبر وسائل الإعلام بشأن عزمه تشكيل حكومة تضم عناصر من كتائب البراء ودرع السودان.
وقال إدريس:
"لم أؤدِ القسم حتى الآن، ولم أبدأ أي مشاورات حكومية، ولا صحة لأي حديث عن تشكيل حكومة بمشاركة جهات مسلحة بشكل مباشر".
وأشار إلى أن أي تشكيل حكومي مستقبلي سيلتزم باتفاق سلام جوبا، مؤكداً أن له الصلاحية الكاملة لاختيار أعضاء الحكومة دون تدخل من أي جهة، وإن لم يُنكر دور تلك الكتائب في دعم القوات المسلحة.
السودان على حافة كارثة جديدة. من جنوب دارفور إلى كردفان والفاشر والأبيض
السودان اليوم يقف على حافة كارثة جديدة. من جنوب دارفور إلى كردفان والفاشر والأبيض، تتسارع وتيرة الأحداث في ظل نزوح جماعي، انتهاكات مروعة، اضطراب أمني، وتضارب في التصريحات السياسية. وبينما تتقاذف الأطراف تهم السيطرة والتأمين، يبقى المدنيون وحدهم من يدفعون الثمن.
السؤال الذي يبقى: هل تملك الحكومة القادمة الأدوات والشجاعة لوقف النزيف، أم أن القادم سيكون أكثر ظلامًا؟