سعيد محمد أحمد يكتب : سوريا بين متاهات الوجع .. وتعويم ”الجولاني ”

لا أعرف حقيقة مدى إصرار البعض من القوى الدولية، وبعض الدول الخليجية على وجه الخصوص فى تعويم "أبو محمد الجولاني" - الشرع الجديد- زعيم "هيئة تحرير الشام"، وجبهة النصرة سابقا، والمرشد الأعلى "لتنظيم القاعدة"، والمطلوب دوليا وعربيا ، وبرغم كل ذلك نصب نفسه بين ليلة وضحاها "رئيسًا انتقاليا" لمدة خمس سنوات بدعم "تركى امريكى إسرائيلي"، ويجلس سريعا على كرسى الحكم، بدعم من ١٨ فصيلا وتنظيما ارهابيا من معاونيه ومساعديه ، دون انتخابات ودون اراده شعب، علما أنه لازال يعتبر فى نظر العالم والقوانين الدولية حتى اللحظة " أخطر ارهابى" فى التاريخ المعاصر .
استخدامه فى التوقيع على اتفاق للسلام مع إسرائيل
فيما يرى البعض ان الإصرار السعودى على تقديم كافة اوجه الدعم اللامحدود فى تعويم "ابو محمد الجولاني"، والتسويق له دوليا وإقليميا، وبدعم الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، مهندس إسقاط نظام بشار الاسد الهارب ياتى فى اطار التمهيد لتشجيعه باستخدامه فى التوقيع على اتفاق للسلام مع إسرائيل، وبشروط تل ابيب تحفظ لاسرائيل أمنها واستقرارها ، بترحيبه باجراء مفاوضات مباشرة وسرية جرت فى إسرائيل بين مساعدين للجولاني واطراف من الجانب الاسرائيلي .
فيما يفاجئنا وزير الخارجية الامريكى ماركو روبيو بتصريحات اشار فيها الى احتمالية إنهيار للسلطة الانتقالية فى سوريا برئاسة ابو محمد الجولاني ، وقد تكون على بعد اسابيع وليس اشهر .
سوريا قد تكون على بُعد أسابيع من الحرب الأهلية
و حذر ماركو روبيو، فى تصريحات صحفية نقلتها عن وكالة فرانس برس صحيفة ، من أن سوريا قد تكون على بُعد أسابيع من الحرب الأهلية، وذلك بعد أيام من لقائه بقادتها الانتقاليين، موضحا انه قال أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ: " تقييمنا هو أن السلطة الانتقالية وبصراحة، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع - وليس عدة أشهر - من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعليا إلى تقسيم البلاد»،
فيما اعطت إسرائيل لنفسها الحق فى فرض السيادة على كامل الاراضى السورية بعد تدميرها لكافة القدرات العسكرية السورية فى مختلف القطاعات وكافة مراكز وتجمعات الفرق والألوية فى مختلف أنحاء سوريا، بل وحقها فى الدفاع عن نفسها تجاه ايه هواجس تقلق تل ابيب من قبل القائمين على السلطة السورية.
لن تندهش فى ان تراه قريبا جدا فى "تل ابيب"
ونتيجة لما يجرى بشكل متسارع لتعويم "الجولاني"، يوما بعد يوم، فلن تندهش فى ان تراه قريبا جدا فى "تل ابيب" للتفاوض على اتفاق سلام شامل مع إسرائيل، يحقق كافة ضمانات الامن الاسرائيلي.
وزيادة فى ازالة بعض التوتر، فقد سمح "الجولاني " ووفق مصادر متطابقه بتسليم إسرائيل ثلاثة من رفات جنودها كانوا قد قتلوا فى الحرب الأهلية عام ٨٢ فى جنوب لبنان، وتم تهريب الجثث من لبنان الى الداخل السورى عبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قيادة عامة" وتحت مسؤولية الامين العام للجبهة الشعبية "طلال ناجى" الذى جرى اعتقالة قبل فترة من قبل عناصر الجولانى الامنية و التحقيق معه داخل الاجهزة الامنية بمعرفة ضباط اسرائيليين واجباره على الاعتراف بمكان رفات الجنود الثلاثة وبعلم " الجولاني" باعتبارها عربون ثقة، كما سلم الجولانى إسرائيل كآفة الوثائق المتعلقة بالجاسوس الاسرائيلي " ايلى كوهين " والذى تمكن اقامة علاقات وثيقة بعدد من كبار القيادات السياسية والعسكرية وكان يحمل اسمة كامل امين ثابت فى الفترة من ١٩٦١ وحتى ١٩٦٥ ، وهو يهودى من اصل سورى وعاش فى الاسكندرية ومن ثم انتقل الى سوريا ، واكتشفته المخابرات المصرية وابلغت الجانب السورى، الذى القى القبض. عليه وإعدامه شنقًا فى ساحة المرجة بقلب العاصمة دمشق والتى تحمل اسماء عدة منها ساحة الخازوق وساحة الشهداء
الالتزام بمنع التعاون مع ايران وعدم السماح لها بالاختراق والتغلغل فى الداخل السورى.
على جانب أعرب الجولاني عن أمله فى التنفيذ الفورى للتطبيع الكامل مع إسرائيل فى مختلف المجالات وعبر الوسيط التركى والاشتراك فى المشروع "الابراهيمي" وبدعم أماراتي لسلطة الجولاني خلال الفترة الانتقالية وسداد ديونه لدى البنك الدولى ، الالتزام بمنع التعاون مع ايران وعدم السماح لها بالاختراق والتغلغل فى الداخل السورى مرة اخرى واعتبار ذلك خط احمر من قبل الادارة الامريكية .
ويرى البعض ان الاعتراف الفرنسي بالشرع وزيارته الى باريس واجراء مباحثات تتعلق بترتيبات أمنية فى المنطقة هى فى حقيقة الامر تتعلق بالعلاقة المقبله مع إسرائيل، وترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، وفك كل انواع الاشتباك بينهما ، مع ترك الشعب السورى نهبا لجهاديين متطرفين من أمراء فصائل ارهابية خارج سلطة الجولاني تقوم بالمجازر الطائفية، والخطف فى اهدار حقيقى للهوية الحضارية لسوريا
الحولاني مطلوب عربيا من قبل العراق لما يحمله فى عنقه من ملفات اتسمت بالدموية والذبح والقتل
وأخذها إلى قاع التخلف الاسلامجى التكفيري الظلامي والاتجاه بسوريا إلى التقسيم الجغرافي والعرقي والمذهبي، والمناطقي .
وبرغم المواقف الشديدة التناقض وصعبة الفهم لازال "الجولاني"،والمطلوب عربيا من قبل العراق لما يحمله فى عنقه من ملفات اتسمت بالدموية والذبح والقتل بدم بارد، وفقا لمصادر عراقية قالت : أنها عممت مذكرة اعتقال "الشرع" ابو محمد الجولاني، على كافة المنافذ والحواجز الأمنية العراقية لاعتقاله فور وصوله.
فيما أكد نور المالكى رئيس الوزراء العراقى الأسبق صاحب شعار "دولة القانون"، تعهده بعدم السماح "للشرع " حضور القمة العربية التى عقدت ١٧ مايو فى العاصمة بغداد، وأنه مطلوب للمحاكمة فى تهم تتعلق بقتل الاف العراقيين الابرياء، وهو الامر الذى دفع الجولاني بعدم حضور قمة بغداد وتكليف وزير خارجيته لحضور قمة غاب عنها معظم قادة دول الخليج .