صاروخ حوثي يربك الملاحة الجوية.. شركات طيران عالمية توقف رحلاتها من وإلى تل أبيب

عادت أزمة الطيران الدولي في إسرائيل إلى الواجهة مجددًا، بعدما أعلنت عدة شركات طيران عالمية تعليق رحلاتها من وإلى مطار بن جوريون في تل أبيب، عقب سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون اليمنيون في الرابع من مايو 2025 بالقرب من المطار الدولي الرئيسي، في تصعيد مفاجئ يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
تعليق الرحلات الجوية خوفًا على سلامة الركاب
أفادت مصادر مطلعة أن عددًا من شركات الطيران الأوروبية والآسيوية الكبرى قررت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل حتى إشعار آخر، في ظل المخاوف من استهدافات جديدة تطال البنية التحتية الحيوية في تل أبيب، خاصة بعد أن سقط صاروخ حوثي على مسافة قريبة من مطار بن جوريون الدولي.
ويعد هذا التطور بمثابة انتكاسة جديدة لقطاع السفر والسياحة في إسرائيل، بعد أن بدأت شركات الطيران في استئناف تدريجي لرحلاتها منذ يناير 2025، عقب اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
سياق أمني متوتر
جاء سقوط الصاروخ الحوثي بعد أشهر من الهدوء النسبي منذ وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، لكن توسّع رقعة المواجهات الإقليمية، خاصة في ظل تدخل الحوثيين من اليمن، أعاد المخاوف الدولية بشأن أمن الطيران المدني في الأجواء الإسرائيلية.
وكان الحوثيون قد كثّفوا تهديداتهم لإسرائيل منذ أكتوبر 2023، مع اندلاع الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، واستهدفوا بالفعل سفنًا ومصالح دولية وإسرائيلية في البحر الأحمر، لكن هذه المرة تعد الأولى التي يصل فيها خطرهم إلى محيط المطار الإسرائيلي الأهم.
انتكاسة للسياحة والاقتصاد الإسرائيلي
يمثل تعليق رحلات الطيران الدولي ضربة مباشرة للاقتصاد الإسرائيلي، خاصة قطاع السياحة، الذي يعاني أصلًا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، ويعتمد بشكل كبير على الرحلات الجوية من أوروبا وأمريكا الشمالية.
وبحسب مراقبين، فإن عودة المخاوف الأمنية إلى مطار بن غوريون قد تُعيد إسرائيل إلى عزلة جزئية في مجال السفر الدولي، خصوصًا إذا طال أمد تعليق الرحلات أو توسّع نطاق التهديدات الجوية.
جهود دولية لمراقبة المجال الجوي
أعلنت هيئات الطيران المدني الأوروبية أنها تتابع الموقف عن كثب، وأوصت شركات الطيران بتقييم المخاطر الأمنية قبل تسيير أي رحلات إلى إسرائيل، كما تم تشديد الإجراءات الأمنية داخل المطار وحوله، وفقًا لتعليمات سلطات الطيران الإسرائيلية.
من جهتها، لم تعلن الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن تعليق العمل في مطار بن غوريون، لكن مصادر محلية أكدت تراجعًا ملحوظًا في عدد الرحلات القادمة والمغادرة خلال الأيام الأخيرة.