ترامب يبدأ جولة المليارات في الخليج
ترامب في طريقه إلى السعودية.. جولة خليجية تاريخية بـ”رسائل استراتيجية”

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين 12 مايو 2025، أولى جولاته الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض، متجهًا إلى المملكة العربية السعودية في مستهل جولة خليجية تاريخية تشمل أيضًا الإمارات وقطر.
وتحمل الزيارة أبعادًا سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الأهمية، وسط تغيرات متسارعة في المشهد الإقليمي والدولي، وتأتي في توقيت حساس يشهد إعادة ترتيب للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وخصوصًا في ضوء التوترات في غزة واليمن، واستمرار ملف إيران النووي كأولوية ملحة في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية.
الرياض أولى محطات "جولة المليارات"
أقلعت الطائرة الرئاسية الأمريكية من قاعدة أندروز الجوية في ضواحي واشنطن، متوجهة إلى العاصمة الرياض، حيث من المتوقع أن يُستقبل ترامب استقبالًا رسميًا حافلًا، يوازي رمزية الزيارة، والتي وصفتها وسائل إعلام أمريكية بأنها "بداية إعادة التموضع الأمريكي في المنطقة".
وتزامن انطلاق الجولة مع حدث مفاجئ، إذ أعلنت حركة حماس عن تسليم الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر إلى الصليب الأحمر، في تطور يُنظر إليه على أنه تمهيد لاتفاق تهدئة قد يُعلن خلال زيارة ترامب.
السياق الجيوسياسي للزيارة
يأتي تحرّك ترامب في وقت يشهد فيه النظام الدولي إعادة تشكيل دراماتيكية، مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة كقوة أحادية، وصعود تحالفات إقليمية تنافسية بقيادة الصين وروسيا.
ويقول محللون إن واشنطن باتت تدرك أن الاستقرار في الخليج لم يعد ممكنًا إدارته من مسافة بعيدة، وإن التحديات المتزايدة من الحوثيين في اليمن، وملف غزة المتأزم، وعودة سوريا إلى الواجهة، تفرض على الولايات المتحدة شراكة أمنية واقتصادية أكثر فاعلية مع حلفائها الخليجيين.
محاور الجولة.. من الاستثمار إلى الأمن
بحسب مصادر أمريكية وخليجية، فإن جولة ترامب ستركّز على عدة محاور رئيسية:
-
توقيع استثمارات ضخمة قد تصل إلى تريليون دولار في قطاعات البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة
-
تعزيز التعاون الدفاعي والأمني بين واشنطن ودول الخليج
-
إحياء ملف اتفاقيات التطبيع وتوسيعها تحت مظلة "اتفاقيات أبراهام"
-
مباحثات حول أمن الملاحة في الخليج ومضيق هرمز
-
مناقشة ترتيبات محتملة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة
رمزية الزيارة الأولى
اختيار الرياض كمحطة أولى في هذه الجولة يحمل دلالات استراتيجية واضحة، خصوصًا وأن زيارة ترامب للسعودية في عام 2017 كانت آنذاك بداية لحقبة من التقارب السياسي والاقتصادي الكبير.
واليوم، وبعد عودته للرئاسة، يسعى ترامب لإعادة بناء تلك الشراكات، وتعزيز التحالف مع دول الخليج باعتبارها حجر أساس في استقرار المنطقة والأستفادة الأقتصادية منها.