أول بابا أمريكي في تاريخ الفاتيكان
روبرت بريفوست.. يخلف فرنسيس في قيادة الكنيسة الكاثوليكية

أعلن الفاتيكان مساء اليوم انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ليخلف البابا الراحل فرنسيس الذي وافته المنية في 21 أبريل الماضي.
ويُعد بريفوست أول شخصية من الولايات المتحدة الأمريكية تتولى هذا المنصب الروحي الأعلى في تاريخ الكرسي الرسولي، ما يمثل تحولًا بارزًا في مسار قيادة الفاتيكان ويعكس اتساع النطاق الجغرافي والتأثيري للكنيسة الكاثوليكية.
الدخان الأبيض من كنيسة سيستينا.. الإعلان عن البابا الجديد
جاء الإعلان بعد لحظات من تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، إيذانًا بانتهاء مجمع الكرادلة المغلق (الكونكلاف)، الذي اجتمع فيه 133 كاردينالًا من مختلف أنحاء العالم، وفقًا للتقاليد الكنسية العريقة التي تمتد قرونًا لاختيار خليفة الحبر الأعظم.
وقد حصل بريفوست، وفقًا للمصادر الكنسية، على العدد اللازم من الأصوات – 89 صوتًا على الأقل – ليُعلَن اسمه رسميًا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في روما، عبر العبارة اللاتينية الشهيرة: "Habemus Papam" (لدينا بابا).
من هو البابا الجديد روبرت بريفوست؟
يشغل البابا الجديد الكاردينال روبرت بريفوست مكانة رفيعة داخل الفاتيكان، وكان مؤخرًا رئيس مجمع الأساقفة، وهي هيئة محورية في التنسيق بين الفاتيكان والمجالس الأسقفية حول العالم.
ويُعرف بريفوست بمواقفه المنفتحة ودعمه للعدالة الاجتماعية والحوار بين الأديان، كما يتمتع بثقل مؤسسي بارز داخل الكرسي الرسولي، ويُنظر إليه كشخصية معتدلة تسعى إلى الجمع بين التقاليد الكنسية والإصلاحات التدريجية.
قيادة روحية في زمن التحديات
يأتي انتخاب البابا الأمريكي في مرحلة حساسة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وسط تحولات فكرية وأخلاقية عالمية، وقضايا تتعلق بالهجرة، والتغير المناخي، والمساواة، بالإضافة إلى ملفات حساسة داخل الكنيسة مثل الشفافية المالية وقضايا الانتهاكات.
ويتوقع مراقبون أن يسعى بريفوست إلى مواصلة خط الإصلاح الذي بدأه البابا فرنسيس، مع التركيز على تعزيز اللامركزية في اتخاذ القرار، ودعم دور العلمانيين في الحياة الكنسية.
رسائل متعددة في انتخاب بابا أمريكي
يحمل هذا الانتخاب دلالات رمزية قوية، فهو يعكس توسع ثقل الكنيسة خارج أوروبا، ويبعث برسالة بأن الفاتيكان منفتح على قيادة كونية تعبر عن التعدد الجغرافي والثقافي للكاثوليكية، التي تضم نحو 1.4 مليار مؤمن في العالم.
كما أنه قد يسهم في تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والمجتمعات الدينية في أمريكا اللاتينية وشمال أفريقيا وآسيا، حيث يبرز حضور الكنيسة الاجتماعي والروحي.
فصل جديد للكنيسة الكاثوليكية يبدأ من واشنطن إلى روما
بانتخاب روبرت بريفوست، تبدأ الكنيسة الكاثوليكية فصلًا جديدًا بقيادة أمريكية لأول مرة في تاريخها، يُتوقع أن يكون حافلًا بالتحديات والآمال، وسط ترقب عالمي لكيفية إدارة البابا الجديد لهذه المرحلة المفصلية.