دهس جماهيري واشتباكات وأعمال شغب في قلب العاصمة الفرنسية
ليلة تأهل باريس سان جيرمان تتحول إلى فوضى دامية

تحوّلت فرحة جماهير نادي باريس سان جيرمان بالتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2025، إلى ليلة مضطربة في شوارع العاصمة الفرنسية، بعد أن شهدت المدينة أعمال عنف ودهس جماهيري وتخريب واسع النطاق عقب نهاية مباراة إياب نصف النهائي أمام أرسنال الإنجليزي.
وكان الفريق الباريسي قد فاز بنتيجة 2-1 في مباراة الإياب التي أقيمت مساء الأربعاء، ليؤكد تفوقه في مجموع المباراتين بنتيجة 3-1، بعد أن فاز ذهابًا بهدف نظيف، ليضرب موعدًا في النهائي المرتقب أمام إنتر ميلان الإيطالي.
حادثة دهس مروّعة قرب الشانزليزيه
في خضم الأجواء الصاخبة والاحتفالات، وقعت حادثة دهس مروعة عندما أقدمت سيارة من نوع مرسيدس مستأجرة على دهس 3 أشخاص قرب جادة الشانزليزيه، أحدهم قاصر وُصفت حالته بالحرجة وتم نقله إلى مستشفى لابيتييه سالبيترييه.
وبحسب مكتب النيابة في باريس، فإن السيارة حُوصرت من قبل عدد من المشجعين، وصعد بعضهم فوقها، ما دفع السائق إلى الإسراع هربًا، متسببًا بدهس المارة، قبل أن يفر هو وراكبه سيرًا على الأقدام، ويُرجح أن الراكب كان زبونًا.
لاحقًا، أضرمت النيران في السيارة بشارع مرسو القريب من الشانزليزيه، وفق تسجيل مصوّر وثّقه صحفي من قناة "إي سي باريس إيل دو فرانس".
تحقيقات موسعة وتهم جنائية قاسية
فتحت السلطات الفرنسية عدة تحقيقات في الحادثة، حيث وُجهت تهم منها:
-
استخدام العنف بسلاح أدى إلى عجز طبي يتجاوز 8 أيام.
-
التسبب بعنف أقل ضررًا.
-
الهروب من موقع الحادث.
-
عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر.
وقد كُلّفت شرطة باريس الإقليمية بمتابعة القضية تحت إشراف النيابة العامة، فيما يتواصل البحث عن السائق الهارب ورفيقه.
توقيفات جماعية ومواجهات عنيفة
إلى جانب الحادثة المأساوية، شهدت العاصمة الفرنسية أعمال شغب متفرقة في عدة مناطق، خصوصًا في محيط ملعب "حديقة الأمراء" ومنطقة بورت دو سان-كلو، حيث تجمع نحو 500 مشجع بدون تذاكر وأطلقوا ألعابًا نارية بشكل عشوائي.
بحسب الشرطة، تم توقيف 47 شخصًا خلال الليلة، وُضع 44 منهم قيد الحجز الاحتياطي، بتهم شملت:
-
التجمهر بغرض التخريب.
-
حيازة مواد متفجرة أو حارقة.
-
ممارسة العنف ضد الشرطة.
وأُصيب شرطي خلال المواجهات وأعلن عن تقديم شكوى رسمية ضد المعتدين.
تخريب للممتلكات وإغلاق للمحال
شهدت الليلة أيضًا تخريبًا لعدد من المركبات، من بينها سيارة شرطة ومركبة تابعة لبلدية باريس، بالإضافة إلى إحراق عدد من حاويات النفايات، ما استدعى تدخل فرق الإطفاء والأمن بشكل عاجل.
كما اضطرت عدة مطاعم وحانات، بينها "ليه تروا أوبو"، إلى الإغلاق المبكر تجنبًا لتصاعد التوتر، خاصة مع تحول التجمعات الجماهيرية إلى مواجهات مع الشرطة.
فرحة تحولت إلى مأساة.. والدوري الأوروبي في الخلفية
رغم الإنجاز الكبير الذي حققه باريس سان جيرمان على أرض الملعب، فإن ما شهدته شوارع باريس ألقى بظلاله على الليلة التاريخية، وحوّلها إلى مشهد فوضوي مؤسف أثار قلق السلطات والجمهور.
وتواجه الحكومة الفرنسية والشرطة تحديًا في ضبط انفلات الجماهير الرياضية، خاصة مع اقتراب موعد المباراة النهائية لدوري الأبطال، والتي يُتوقع أن تجذب المزيد من الجماهير إلى الشوارع.