دمشق ليس مصدر تهديد
مفاوظات سرية بين سوريا وأسرائيل برعاية الأمارات!!!

كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت قناة اتصال سرية بين سوريا وإسرائيل، في مسعى لاحتواء التوترات المتصاعدة بين البلدين الجارين، رغم غياب أي علاقات رسمية تربطهما حتى اليوم.
وبحسب ثلاثة مصادر مقربة من الملف، فإن هذه المحادثات تجري بصورة غير مباشرة، وتركّز على ملفات أمنية واستخباراتية دقيقة، ضمن آلية تهدف إلى بناء الثقة بين الطرفين، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام نقاشات أوسع مستقبلًا.
زيارة الشرع لأبوظبي فتحت الباب للتقارب
توقيت إنشاء هذه القناة جاء بعد أيام فقط من زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات يوم 13 أبريل الماضي، وهي زيارة وُصفت بأنها بالغة الحساسية، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في كسر الجمود بين دمشق وتل أبيب.
وأشارت مصادر سياسية إلى أن لقاء الرئيسين محمد بن زايد والشرع أسفر عن تفاهمات ضمنية، مهدت الطريق لإنشاء هذه القناة، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات السورية الإسرائيلية منذ اندلاع الصراع.
ملفات أمنية فقط.. لا نقاش في الغارات الإسرائيلية
مصدر أمني سوري رفيع المستوى أكد لوكالة رويترز أن المحادثات تقتصر حاليًا على الملفات الأمنية الحساسة، خاصة قضايا مكافحة الإرهاب والتنسيق غير المباشر بشأن استقرار الحدود، مستثنيًا أي نقاش حول الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي تصاعدت مؤخرًا قرب مواقع حساسة من بينها القصر الجمهوري في دمشق.
وبحسب المعلومات المتوفرة، شارك في هذه المحادثات مسؤولون إماراتيون وسوريون، إلى جانب خبراء أمنيين إسرائيليين سابقين، في محاولة لصياغة تفاهمات مبدئية تُخفّف من حدة التوتر.
رسائل متبادلة.. وتحذيرات إسرائيلية
في المقابل، بررت إسرائيل غاراتها الأخيرة بأنها تأتي في إطار تحذير مباشر للحكومة السورية الجديدة بشأن حماية الأقلية الدرزية في الجنوب، وسط تزايد العنف الطائفي داخل الأراضي السورية.
ولفتت رويترز إلى أن وثيقة رسمية اطلعت عليها، تؤكد أن دمشق لا ترى في نفسها مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، في إشارة واضحة إلى نية النظام الجديد في تخفيف حدة المواجهة والانخراط في التهدئة الإقليمية.
الإمارات لاعب إقليمي جديد في الملف السوري الإسرائيلي
يعكس هذا التحرك الإماراتي نهجًا دبلوماسيًا متقدمًا تتبناه أبوظبي منذ اتفاق التطبيع مع إسرائيل في عام 2020، حيث تسعى إلى توسيع دورها كوسيط إقليمي موثوق، خصوصًا في الملفات المعقدة مثل الصراع السوري الإسرائيلي.
ويرى مراقبون أن أبوظبي باتت تمارس دورًا استراتيجيًا يتجاوز الاقتصاد والتجارة، لتلعب دورًا فعّالًا في إعادة رسم التوازنات الأمنية في المشرق العربي، وسط تراجع أدوار بعض القوى التقليدية.
حكومة دمشق الجديدة تحاول كسب الشرعية
تواجه القيادة السورية الجديدة تحديات ضخمة بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، من توحيد الصف الداخلي، إلى احتواء التوترات الطائفية، إلى تحسين صورتها دوليًا. ويبدو أن انخراطها في قنوات حوار غير مباشرة مع إسرائيل يعكس محاولة لإظهار وجه سياسي أكثر مرونة، خاصة بعد اتخاذ خطوات غير متوقعة مثل اعتقال عناصر من حركة الجهاد الإسلامي.
وفي هذا السياق، تتزايد المخاوف الإقليمية والدولية من تصاعد نفوذ الحركات المتطرفة، ما يدفع قوى إقليمية كالإمارات إلى التحرك سريعًا لتجنيب المنطقة سيناريوهات التفكك الأمني.
. هل تنجح الوساطة الإماراتية؟
بينما تبقى الكثير من تفاصيل هذه المحادثات طي السرية، فإن وجود قناة اتصال مباشرة – ولو أمنية – بين سوريا وإسرائيل يعد حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس. وإذا ما نجحت الإمارات في تثبيت هذه الآلية، فقد تشكل قاعدة لانفراجات أكبر في المنطقة، تتجاوز حدود الجغرافيا نحو تغيير قواعد الاشتباك السياسية.