صدمة في إسرائيل
إعلان ترامب وقف قصف اليمن: تل أبيب لم تُخطر مسبقًا وتخشى تخلي واشنطن عن دعمها ضد الحوثيين

كشفت القناة 12 العبرية، مساء الثلاثاء، عن حالة صدمة في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الضربات الجوية الأمريكية ضد جماعة الحوثي في اليمن، في خطوة وُصفت بأنها مباغتة وغير منسقة مع إسرائيل، وتثير تساؤلات حول مصير التنسيق الأمني في المنطقة.
وقالت القناة العبرية إن المستوى السياسي في إسرائيل "فوجئ تمامًا" بتصريحات ترامب التي أعلن فيها قبوله بوقف القتال من جانب الحوثيين، معبّرًا عن استعداد واشنطن لوقف القصف على الفور، دون الإشارة إلى ما إذا كانت إسرائيل مشمولة أو مستثناة من هذا الاتفاق.
إسرائيل لم تُخطر مسبقًا وتخشى التخلي عنها
وأوردت القناة 12 أن إسرائيل لم تتلق أي إخطار مسبق من الإدارة الأمريكية بشأن إعلان التهدئة مع جماعة أنصار الله، ما دفع مسؤولًا إسرائيليًا رفيعًا للتصريح بأن "البيت الأبيض فاجأنا بالكامل، ولا نعلم إن كان وقف الضربات يشمل أيضًا الهجمات التي تستهدف إسرائيل".
وأكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن تل أبيب تنتظر توضيحًا رسميًا من البيت الأبيض خلال الساعات المقبلة، خاصة في ظل التهديدات الحوثية المتكررة باستهداف إسرائيل بصواريخ ومسيرات انطلاقًا من الأراضي اليمنية، ضمن ما تسميه الجماعة "نصرة لفلسطين وردًا على العدوان على غزة".
قلق من تداعيات استراتيجية على الأمن الإسرائيلي
تسود أوساط المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حالة من القلق من أن يكون قرار ترامب مقدمة لتغير في قواعد الاشتباك، أو تنازلًا أمريكيًا ضمنيًّا عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل في حربها مع الحوثيين وحلفاء "محور المقاومة".
وذكرت القناة 12 أن بعض الدوائر في تل أبيب تخشى أن يكون القرار جزءًا من تسوية أوسع يجري التحضير لها في المنطقة، خاصة مع إعلان ترامب نيته إصدار "قرار مهم جدًا جدًا" قبل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية، قطر، والإمارات، بين 13 و16 مايو الجاري.
واشنطن: "الحوثيون استسلموا" وإسرائيل غير مذكورة
وكان ترامب قد صرح مساء الاثنين بأن جماعة الحوثي أبلغت واشنطن بنيتها وقف الهجمات على السفن، مضيفًا:
"الحوثيون قالوا إنهم لا يريدون القتال بعد الآن، وهذا خبر جيد. قررنا وقف الضربات فورًا، وأقبل كلمتهم".
لكن اللافت في تصريحات ترامب، كما لاحظت الصحف العبرية، أنه لم يأتِ على ذكر حماية إسرائيل أو استمرار الدعم العسكري لها ضد الهجمات التي يشنها الحوثيون، وهو ما أثار الريبة في تل أبيب، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على منشآت حيوية في إيلات ومياه البحر الأحمر خلال الأشهر الماضية.
هل يتغير الموقف الأمريكي من الصراع الإقليمي؟
يرى محللون أن إعلان ترامب المفاجئ قد يعكس تغيرًا تكتيكيًا في أولويات واشنطن، وربما محاولة لإعادة ضبط علاقاتها مع دول الخليج قبل زيارته المرتقبة، في ظل التوتر المتصاعد في غزة واليمن ولبنان.
لكن في المقابل، قد يرى البعض أن استبعاد إسرائيل من التنسيق المسبق في قرار بهذا الحجم يشكل تحولًا استراتيجيًا قد يعقّد العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، خاصة إن تبعه تفاهم أمريكي مع أطراف تصنّفها إسرائيل كعدائية، مثل إيران أو حلفائها الإقليميين.
انكشاف إسرائيلي واستفهام حول مستقبل الدعم الأمريكي
بينما ينتظر الإسرائيليون توضيحًا أمريكيًا، يبقى إعلان ترامب بوقف الضربات على اليمن خطوة زلزالية في حسابات الأمن الإسرائيلي، ما دفع وسائل الإعلام العبرية إلى التساؤل:
هل بدأت واشنطن في إعادة صياغة دورها الإقليمي؟ وهل تجد إسرائيل نفسها معزولة في معركة متعددة الجبهات؟