الحوثيون يتوعدون إسرائيل بـ”ضربات مزلزلة”.. رد ناري على قصف الحديدة

توعدت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن برد قوي ومزلزل على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مدينة وميناء الحديدة غرب البلاد. التصعيد جاء بعد سلسلة ضربات جوية إسرائيلية نفذت عبر أكثر من 30 طائرة حربية، في خطوة وُصفت بأنها انتقامية رداً على إطلاق صواريخ يمنية باتجاه مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأكد عضو المكتب السياسي للجماعة، علي القحوم، أن "العدوان الإسرائيلي على اليمن لن يمر دون رد"، مشدداً على أن العواقب ستكون "وخيمة" على إسرائيل. وكتب القحوم في تدوينة على منصة "X" (تويتر سابقاً): "استهداف الأعيان المدنية والمقدرات والمنشآت المدنية في اليمن، دليل عجز وفشل وخيبة وتخبط إسرائيلي. الرد قادم، والمثل بالمثل، وعلى تل أبيب أن تستعد لضربات مزلزلة".
أول هجوم من نوعه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023
تصريحات القحوم جاءت بعد تأكيدات من وسائل إعلام عبرية بأن إسرائيل شنت غارات جوية مكثفة على اليمن، تحديداً على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، في أول هجوم من نوعه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023. وقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول أمني أن الهجوم شمل إسقاط نحو 50 قنبلة على أهداف محددة في الميناء ومحيطه، بإشراف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس من غرفة عمليات وزارة الدفاع في تل أبيب.
وفي المقابل، أكد الحوثيون أنهم ماضون في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة، وأن القصف الإسرائيلي لن يثنيهم عن موقفهم الثابت والداعم للمقاومة. واعتبر القحوم أن الغارات الإسرائيلية على اليمن "تعكس تخبط الاحتلال الإسرائيلي وفقدانه التوازن، بعد فشله في احتواء صواريخ المقاومة اليمنية".
وتزامن هذا التصعيد مع إعلان جماعة الحوثي فرض حصار جوي شامل على إسرائيل. فقد قال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان رسمي: "بناءً على تطورات العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، نعلن فرض حصار جوي شامل على كيان العدو، ونهيب بكافة شركات الطيران العالمية أخذ الحيطة وإلغاء جميع رحلاتها إلى مطارات العدو المجرم حفاظاً على سلامة طائراتها وركابها".
تعطيل في الحركة الجوية في مطار بن جوريون
وكانت إسرائيل قد أقرت رسمياً بسقوط صاروخ أطلق من اليمن بالقرب من مطار بن جوريون، ما أدى إلى وقوع إصابات وتعطيل في الحركة الجوية. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن منظومتي الدفاع الجوي "ثاد" الأمريكية و"حيتس" الإسرائيلية فشلتا في اعتراض الصاروخ، مما زاد من القلق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن تطور القدرات العسكرية للحوثيين
يُتوقع أن تشهد المنطقة تصعيداً خطيراً خلال الأيام المقبلة
وفي ضوء هذه التطورات، يُتوقع أن تشهد المنطقة تصعيداً خطيراً خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تهديد الحوثيين بضربات قاسية قد تستهدف عمق الأراضي المحتلة. وتخشى إسرائيل من أن تفتح جبهة الجنوب عبر اليمن، لتصبح ثالث جبهة مباشرة إلى جانب غزة ولبنان، ما يزيد من الضغط على الجيش الإسرائيلي ويهدد بانتقال الحرب إلى نطاق إقليمي واسع.
ويرى مراقبون أن هذه المواجهة تمثل اختباراً جديداً لقدرات الردع الإسرائيلية، في ظل تعاظم التنسيق بين محور المقاومة، خصوصاً مع تبني الحوثيين خطاباً أكثر تصعيداً واستعدادهم لرد مفتوح دون تحديد زمن أو طبيعة الهجوم المرتقب.
رد يمني غير مسبوق، قد يتجاوز حدود الدعم السياسي أو الرمز
الهجوم الإسرائيلي على الحديدة فتح الباب أمام رد يمني غير مسبوق، قد يتجاوز حدود الدعم السياسي أو الرمزي إلى ضربات عسكرية مباشرة. في ظل هذه المعطيات، يبدو أن سماء تل أبيب لم تعد آمنة، خاصة بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الصواريخ اليمنية. الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت ثقيلة في ميزان الردع الإقليمي.